الضهيرة الحدودية..الظهير الأمامي للصمود وقربان فلسطين على مدى القرن!

صدى وادي التيم-لبنانيات/

تتعدد ميزات قرية الضهيرة الحدودية، في قضاء صور، فلهذه القرية الصغيرة، (2500 نسمة) التي ينتمي أهلها إلى عشيرة عرب ( العرامشة) حكايات، تسبق قيام ما يسمى بدولة إسرائيل، في العام 1948، إذ تبدأ من تاريخ، سلخ أهلها من هذه العشيرة، عن بعضهم البعض، عند ترسيم حدود لبنان البرية، مع فلسطين، العام 1923، جغرافيا وديمغرافيا، على أساس إتفاقية سايكس بيكو السرية، بين الإنتدابين الإنكليزي والفرنسي، في العام 1916.

في حرب “الإشغال والإسناد”، التي ينفذها “حزب الله”، دعما لغزة، إبتداء من الثامن من تشرين الأول 2023، عادت الضهيرة، الوادعة عند الحدود، التي تحدها علما الشعب غربا ويارين شرقا، إلى واجهة الحدث اليومي.

يفاخر مختار الضهيرة فادي السويد عبر “جنوبية” ان “تاريخ الضهيرة، ناصع بالوقوف إلى جانب المقاومة والدفاع عن قضية فلسطين”

فمن الضهيرة، إنطلقت، أول عملية “فدائية” صبيحة التاسع من تشرين الأول، نفذتها مجموعة من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث تمكنت هذه المجموعة، التي إستشهد إثنان من أفرادها، من قتل ضابط إسرائيلي، في ضيعة عرب العرامشة، المعروفة بمستوطنة جراديه، الواقعة في الجزء المحتل داخل فلسطين.

من الضهيرة إنطلقت أول عملية “فدائية” صبيحة 9 تشرين الأول نفذتها مجموعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

ومنذ ذلك التاريخ، والذي أعقبه سلسلة غارات حربية على البلدة، ادت إلى إستشهاد ستة مقاومين على ارضها، وتدمير المنزل، الذي كانوا في داخله، لم يمر يوم واحد دون تعرض أحياء البلدة للقصف الفوسفوري، الذي تسبب بإصابة عشرات من أبنائها، بحالات إختناق وضيق تنفس، إلى جانب غارات، كان آخرها، تدمير ثلاثة منازل لآل سويد، وجرح المسنة غضية السويد، كان سبقها بالقصف المدفعي، إصابة وتضرر اكثر من مئة منزل، بأحجام مختلفة، وإحتراق مساحات واسعة من اراضي البلدة، مغروسة بأشجار الزيتون وإتلاف محاصيلها.
وعلى الرغم من القصف اليومي، لم تفرغ الضهيرة من أهلها، حيث تصمد فيها، ما يقارب العشرين عائلة، غالبيتهم من كبار السن، فيما نزح معظم الاهالي، إلى محيط مدينة صور، ويقيم قسم كبير منهم، في أحد مراكز الإيواء في البرج الشمالي. وقد شكلت الضهيرة، مقصدا لوسائل الإعلام، وإطلالة إبنة البلدة، أم نادر فنش، بلهجتها البدوية، وهي تردد( من هون ما منفل، حصرم بعين الكل) وأيضا حكاية المسنة، غضية السويد، التي عادت إلى منزلها المدمر، بعدما كانت تلقت العلاج، في صور، إثر إصابتها بجروح .

إبان فترة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب ( 1978- 2000)، بقي أبناء عشيرة عرب العرامشة، في فلسطين ولبنان على تواصل دائم ، يشاركون بعضهم في الأفراح والاطراح، وحتى دفن موتاهم من مستوطنة ( جردايه ) في مقبرة الضهيرة، الواقعة مباشرة عند السياح الحدودي بين لبنان وفلسطين ( الخط الازرق ) وشهدت اليوم على دفن أحد أبنائها، الذي توفي في صور، خالد ذيبان الياسين.

ولكن بعد الاندحار الاسرائيلي، في العام الفين وترسيم الخط الازرق ، غاب هذا التواصل ولو باستراق النظر لبعضهما البعض، خصوصا وان المسافة الفاصلة بين تل جردايه ومنازل الضهيرة، لا تفصلها سوى عشرات الأمتار، وذلك بعدما عمدت إسرائيل إلى أبعاد ونقل عرامشة جردايه ، إلى إدمت وعربين ، فأطلقت على المنطقة( مزرعة العرامشة ).

شهدت الضهيرة إستشهاد ستة مقاومين على ارضها وتدمير المنزل الذي كانوا في داخله

سبق لبلدة الضهيرة، أن قدمت شهداء، في سبيل قضية فلسطين الشهداء، فإنتقاما لمقاومة أحد أبنائها، أحمد أبو ساري، إرتكبت إسرائيل، اواخر سبعينيات القرن الماضي، مجزرة بحق عائلة أبو ساري، الذي استشهدت زوجته ذيبة فنش ووالدته وأربعة من أولاده وأحد أبناء يارين، فيما نجا أبو ساري من هذه المجزرة، والتي تمثلت بتفجير المنزل من قبل قوة كومندوس اسرائيلية.

ويفاخر مختار الضهيرة فادي السويد، عبر “جنوبية”، إن “تاريخ الضهيرة، ناصع بالوقوف إلى جانب المقاومة والدفاع عن قضية فلسطين”، مشدداً على “ان اهلها يواصلون هذه المسيرة اليوم، بصمودهم وبقاء الكثيرين منهم في أرضهم، وحراسة مواشيهم وحراثة أرضهم وزرع مشاتل التبغ، وكلهم أمل في العودة إلى ديارهم وبيوتهم وأرزاقهم”.

المصدر: حسين سعد- جنوبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى