السّياحة الشّتويَّة تُواجه حربًا مزدوجة

صدى وادي التيم-لبنانيات/

ينتظر محبّو رياضة التزّلج فصل الشّتاء لممارسة هوايتهم، فطال انتظارهم هذا العام، لحين تكدّس كميات مناسبة من الثّلوج مع المنخفضات المُتتالية التي تضرب لبنان بين منتصف كانون الثاني ومنتصف شباط، تسمح بافتتاح الموسم دون توقّف، وممارسة رياضات التّزلج، علمًا أنه من المتوقّع أن يكون الإقبال ضعيفًا على مراكز التزّلج؛ بسبب رحيل المغتربين مع انقضاء عطلتَي الميلاد ورأس السّنة، وارتفاع كلفة هذه الرياضات بالنّسبة للمُواطن اللّبناني نتيجة انخفاض قيمة مداخيله واقتصار الحركة على فئة قليلة من اللّبنانيين المُقيمين.

رياضة التّزلج للميسورين فقط

اقتصر الموسم السّياحي الشّتوي هذا العام، على نسبة قليلة من اللّبنانييّن الذين تسمح لهم إمكاناتهم الماديّة القيام بنشاطاتهم، ممّا أثّر سلبًا على الحركة الاقتصاديّة عامةً وعلى القطاع السّياحي بشكلٍ خاص.

في هذا السّياق تحدّث الأفضل نيوز مع صاحب مدرسة تزلج في عيون السّيمان السّيد زيد قطيش وقال: “يبدأ موسم التّزلج عادةً قُبيل عيد الميلاد، لكن هذا العام تمَّ تأجيل افتتاح الموسم؛ بسبب تأخر تساقط الثّلوج بالكميات المطلوبة، ما أدّى إلى انخفاض نسبة إيراداتنا بنحو ٤٠٪ من قيمة مداخيل التّزلج والقطاعات المرتبطة بها كالمطاعم والفنادق والشاليهات”.

وأملَ قائلًا: “هطول كميات مناسبة خلال النّصف الأول من شهر شباط لإطالة موسم التّزلج، وتعويض الخسائر التي تكبدناها خلال شهر كانون الأول، سيّما وأنّ نوع الثّلوج الهاطلة في شهر آذار لا تصلح للتّزلج، كما أننا ننتظر شهر شباط لقدوم المغتربين من الخليج الذين يحصلون على عطلة سنوية خاصَّة بموسم التّزلج”.

وأضاف: “إنّ أسعار بطاقات التّزلج تتراوح بين ٢٥$ و ٦٠$ بحسب العمر ونوع الرياضة وبحسب أيام الأسبوع. أمّا بالنّسبة لأكاديميات التّدريب فهي تساوي ٤٠٪ للساعة الواحدة، وهناك سعر تشجيعي للمُداومين كل أسبوع”.

وتابع: “فيما يخصّ جرف الثّلوج على الطّرقات المؤدّية إلى مراكز التّزلج، هناك تعاون بين البلدية وشركة المزار ووزارة الأشغال، علمًا أنّ كميات المحروقات التي قدّمتها الوزارة قليلة مقارنة بالحاجات السّنوية، ولكنها كانت كافية هذا العام؛ بسبب قلّة كميات الثّلوج الهاطلة”.

الحرب زادت الطّين بلّة

أثّرت تداعيات الحرب في جنوب لبنان سلبًا على القطاع السّياحي في لبنان خصوصًا أنّ معظم دول العالم حذّرت رعاياها من القدوم إلى لبنان خوفًا من التطّورات الأمنيّة والعسكريّة.

وهذا ما أكدّه لموقعنا السّيد زيد قطيش وأشار:” إلى أنّ الحرب الدائرة في الجنوب منذ شهور عدّة، أثّرت سلبًا على الموسم السّياحي الشّتوي وغياب الأجانب والسّياح العرب عن مراكز التّزلج بشكلٍ شبه تام”.

الهواية وحدها لا تكفي

تشكّل رؤية الأبيض على جبال لبنان، بارقة أمل لدى المؤسّسات السّياحيّة؛ للاستفادة من الموسم لكن سواد الأسعار يمنع بعضهم من ممارسة هوايتهم.وليد واحد من الأشخاص الذين يقصدون مراكز التّزلج كل عام، إذ كان يقصدها برفقة عائلته قبل الأزمة الاقتصاديّة، وقال لموقعنا: “أنا من هواة هذه الرياضة لكن التّسعيرة باتَت بالدّولار، وأنا أتقاضى راتبي بالعملة الوطنيّة وهذا ما منعني من ارتياد مراكز التّزلج لممارسة هوايتي”.

مَن مِنّا لا يرغب بممارسة هواياته، ولكن عندما تكون الهواية حلمًا للطبقة المتوسطة ومستحيلة للطّبقة الفقيرة، نكون قد وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها أساسيّّات الحياة رفاهية، والرفاهية الحقيقيّة حكرًا على حاملي الدّولارات فقط. والسّؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل تداعيات الأزمة الاقتصاديّة تترك لدى اللّبنانيين مشكلات على المستوى النّفسي والصّحي أيضًا؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى