تحية لفيروز من زحلة 

صدى وادي التيم-لبنانيات/

أقام مجلس قضاء زحلة الثقافي و نادي باخوس الاجتماعي مهرجانا فنيّاً تحيّةً للفنانة فيروز، في ثانوية القلبين الأقدسين -زحلة الراسية . وكانت كلمة لرئيسة الدير السيدة.. رحّبت فيها بالحضور، وأثنت على الفن بصفته معلماً حضاريًاً هامًاً يوظّف الحواس في خدمة المجتمع ويصقل الروح بالابداع، وعلى أهميّة الطبيعة في توظيف الجمال، وكذلك على النتائج الايجابيّة في تشجيع الطلّاب للتزوّد من الفنون والتعبير عن آرائهم بحريُة وانطلاق.
ثمّ كانت كلمة لرئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي الفنان مارون مخول، أشاد فيها بابداعات فيروز والأخوين الرحباني والدرب الطويل والشاق الذي خاضوه معاً حتُى لمع نجمهم وحصدوا بذور عطائهم البهي.
وقال:” سأنزحُ معكم قليلاً إلى الزمنِ الجميل، أيّامَ الخمسينياتِ التي شهدتْ بدايةَ وانطلاقَ الرحابنة . كانت الصعوبةُ تكمنُ في تلك الفترةِ بأنّها كانت مرحلةَ العمالقة، حيث لمعَ بريقُ امِّ كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وعبدالحليم ومحمد فوزي ونجاة العلي ولور دكاش وليلى مراد واسمهان وصباح ونور الهدى ورياض السنباطي والقصبجي واحمد رامي وغيرُهم الكثير من الفنّانين. وفي فتراتِ الحربِ العالمية الاولى والثانية، دخلت الموسيقى الغربية مع الاستعمار الى الشرق، فراجَتْ موسيقى السمبا والرمبا والجاز حتى أنَّ الكثيرَ من الالاتِ الموسيقية الغربية قد أُدخِلتْ على الاوركسترا العربية، مثل الكمانِ والغيتار والاكورديون والبيانو.
وأضاف مخول :” عاشت فيروز مؤثِرَةً الصمت وقالت في هذا الخصوص : ” أنا من أصدقاء الصمت.
عشقت فيروز الفنَّ فصوتَها الملائكيٍّ عكسَ البهاء، لموسيقى الرحابنةِ التي تبتكرُ وتقتبسُ من أعماقِ التراثِ اللبنانيّ أنغامَ الحنينِ والشجنِ والوطنيّةِ الخالصة. تربّعت فيروز على عرشِ العمالقةِ
ووقفت على أكبرِ المسارحِ اللبنانيّةِ والعربيّةِ والعالميّة، وقلّدها الرؤساء كميل شمعون وشارل الحلو و سليمان فرنجية وملك الاردن والرئيس السوري ارفع الاوسمة والرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران و جاك شيراك قلدوها في باريس وسامَ جوقة الشرف برتبة فارس وزارها الرئيسُ ماكرون في منزلِها في الرابية، جاء طوعاّ لينحني أمام إبداعِها وعطائِها الفنّي والإنسانيّ الجارف، كذلك قلدها نفس الوسام .
غنّت لكبار الشعراء كجبران وسعيد عقل وأحمد شوقي وايليا أبي ماضي ونزار قباني وجوزيف حرب وغيرهم ، وشَمَخَت مثلَ لبنانَ عالياً في عنقِ التاريخِ لتعكسَ صورةَ الإباءِ والمجدِ والكرامةِ التي لا تُداسُ أو تشترى وتباع.
وقد تخلّل الحفل عزف لموسيقي أغاني فيروز ومحطات للسيدة كلويه فاخوري رئيسة نادي باخوس الاجتماعي روت فيها على الحاضرين والحاضرات قصصاً جميلة عن فيروز والرحابنة وذكرياتهم مع التلحين والشعر وتأليف الموسيقى واقتباسها ومهرجانات بعلبك والحفلات التي اقيمت في اميركا وادهشت الناس جميعاً وكانت ليلة موسيقيّة بامتياز، ازدانت بأجواء الطرب الأصيل والزمن الجميل لعمالقة الطرب والتلحين.والحضور المثقف المميز

المصدر: عارف مغامس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!