الإغتيالات عنوان المرحلة 3 من الحرب
صدى وادي التيم-متفرقات/
كان من المتوقع أن تبدأ بالأمس المرحلة الثالثة من حرب إسرائيل على غزة، ولكن قبل ساعات على انطلاقها، أتت عملية اغتيال القيادي في حركة “حماس” الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، في ضربةٍ كسرت كل معادلات ومصطلحات قواعد الإشتباك التي سادت خلال الأشهر الماضية على الجبهة اللبنانية وتحديداً الجنوبية مع العدو الإسرائيلي.
إلاّ أن مصادر مراقبة، لم تر أي ترابطٍ ما بين استهداف العاروري، الذي تمّ في الضاحية الجنوبية مع أي مرحلة قد تطلقها إسرائيل في حربها على غزة. وتكشف هذه المصادر ل”ليبانون ديبايت”، عن أن استهداف القيادي العاروري في الضاحية الجنوبية، هو استهداف “فلسطيني” وبالتالي، فإن العملية إستخباراتية، ولا تحمل أية مؤشرات على تحولٍ عسكري في المواجهة على الجبهة اللبنانية، أو على أي تغيير في مصطلح قواعد الإشتباك.
وتشدد المصادر المراقبة على تحديد العملية أو الغارة الإسرائيلية في العمق اللبناني، في إطار عمليات الإغتيال التي سبق وأن أعلنت عنها وهددت بها حكومة الحرب الإسرائيلية، بعدما كان العاروري مدرجاً على لائحة أو بنك الأهداف الإسرائيلية والتي كانت قد فشلت في تحقيقها على مدى الأيام الثمانين التي استغرقها عدوانه على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وذلك مع العلم أن بنيامين نتنياهو سبق وأن هدد باغتيال العاروري قبل عملية “طوفان الأقصى”.
ومع حصر الإستهداف في هذا السياق، تجد المصادر أنه اعتباراً من لحظة الإغتيال، بدأت مرحلة جديدة على مستوى المواجهة، مشددةً على أن الردّ سيكون على مستوى الإستهداف، ولكنها تعتبر في الوقت نفسه أن الإرتباط ليس مؤكداً بين اغتيال العاروري وما بين المرحلة الثالثة من الحرب التي دعت الإدارة الأميركية إلى إطلاقها، والتي تركز على تراجع عمليات القصف واستهداف المدنيين، وتقصير الحرب وتنفيذ عمليات إعادة انتشار في غزة والبحث في وقفٍ لإطلاق النار وتنفيذ عملية تبادل للأسرى، بالتزامن مع تنفيذ عمليات “جراحية” أو استهدافات وعمليات اغتيالات لشخصيات محددة.
إلاّ أن المصادر المراقبة، تعتبر أن المرحلة الثالثة لم تنطلق بعد، والسبب واضح وهو أن نتنياهو لم يحقق أهدافه من الحرب، كما أن ملامح هذه المرحلة لم تتضح بعد، خصوصاً بعد عملية اغتيال العاروري في بيروت، وإن كانت هذه العملية غير مرتبطة من حيث القراءة الأولية بهذه المرحلة التي كثر الحديث عنها.
وبالتالي، تخلص المصادر إلى أنه لا يمكن الربط بين الإنتقال الى المرحلة الثالثة وبين توسيع الحرب على الجبهة اللبنانية من جهة وبين عملية اغتيال العاروري من جهة أخرى، مع العلم أن هذا الإستهداف هو الأول لشخصيات قيادية في حركة “حماس” من الصف الأول منذ بدء الحرب على غزة.
المصدر: “ليبانون ديبايت”