قلق امني من الاغتيالات والتفجيرات.. هذا ما ينتظرنا مع بداية العام

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

مع انطلاقة الـ 2024 يدخل لبنان في مرحلة ضبابية تسودها التوقعات السلبية المرتبطة بالواقع الامني في البلاد وارتدادات ما يحصل على الجبهة الجنوبية على الواقع الداخلي. ولا تخفي مصادر أمنية في هذا السياق مخاوفها من استغلال ما يحصل جنوبا لخلق بيئات حاضنة للمجموعات المسلحة الداخلية منها والمستوردة لتنفيذ مهمات خاصة تؤثر على الوضع الامني للبنان. وتأخذ الجهات الامنية على محمل الجد التصريحات الاسرائيلية والتي يتم تسريب جزء كبير منها عبر الاعلام الدولي والتي تهدد من خلالها تل أبيب لبنان بتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية كوادر تابعة لحزب الله أو الفصائل الفلسطينية المنخرطة في مشروع استهداف اسرائيل من الجنوب اللبناني.

وهذه التهديدات ليست بجديدة لاسيما وأن اسرئيل تتحين الفرص لتنفيذ تلك العمليات عبر تجنيد عملاء لها في الداخل ورصد وتعقب كل نشاط مرتبط بحزب الله أو المجموعات الفلسطينية المنضوية تحت راية حماس. ورفعت تل أبيب من نشاطها الاستخباري بعد احداث السابع من تشرين الاول واتجهت ايضا نحو تطوير شبكات التجسس لديها عبر تكنولوجيا المعلومات المعتمدة على تقنية الذكاء الاصطناعي بهدف ارباك الخصم وتوسيع بنك الاهداف مستفيدة ايضا من مدرسة الخصم التقليدية في تعقب اي نشاط استخباراتي وهو ما تبين على الجبهة الجنوبية حين كان الحزب يصوب على مواقع التجسس الاسرائيلية ويستهدفها بشكل يومي لمنعها من رصد المعلومات، واذ بـ “تل أبيب” تخرق كاميرات المراقبة داخل البلدات الحدودية الموصولة على شبكة الانترنت وتقوم بمسح يومي للصور التي يرصدها الجيش الاسرائيلي من عدسة تلك الكاميرات

هذا الواقع يعكس أهمية التطور التكنولوجي في جمع المعلومات ويضع لبنان أمام تحد كبير خصوصا وأن ساحته مفتوحة لأي نشاط استخباراتي اذ يبدو من السهل على الخصم والعدو خرق الانظمة التكنولوجية التي تحتاج ايضا الى توفير الاموال اللازمة لها لتحديثها، وهو غير متواجد لدى بعض الاجهزة لاسيما تلك التي عصفت بها الازمة الاقتصادية ولم تتلق دعما لوجستيا من الدول الصديقة. فقبل الازمة كانت قدرة تلك الاجهزة على كشف شبكات التجسس اكبر نظرا لامكاناتها المادية المتوفرة. ومع تفاقم الازمة المالية والاقتصادية تراجعت قدرتها على تعقب تلك الشبكات وتحديدا تلك التي تعتمد على اساليب متطورة يتطلب كشفها تكنولوجيا حديثة كلفتها ملايين الدولارات. في المقابل يُحافظ حزب الله على مستوى جهازه الامني ويواصل تعقب الشبكات لاسيما داخل بيئته ويقوم بتسليمها في بعض الاحيان الى الاجهزة الامنية خصوصا تلك التي تسبب له حساسيات طائفية ومناطقية، فيعمد الى الكشف عنها واستجواب عناصرها قبل تسليمها الى الجهزة المعنية ويتم الاعلان فيما بعد عن كشفها.

اليوم ثمة خشية كبيرة من اي اهتزاز امني قد يترجم بعمليات اغتيال أو حوادث امنية متنقلة بين المناطق تسعى اليها جهات تريد تفجير الوضع الداخلي بهدف زعزعة الاستقرار وادخال لبنان في فوضى نزاعات طائفية ومناطقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!