طريقُ المطارِ تتحوّلُ إلى ساحةِ نشل: الداخلُ مفقودٌ والخارجُ مولود

صدى وادي التيم-لبنانيات/

لم يعُد لبنانُ آمناً، فمع ازديادِ نسبة الفقر وانتشار البطالة بين الشباب، ترتفع وتيرة عمليات التشليح والسرقات، خاصة في مناطق معينة مثل طريق المطار الدولي، مدخل لبنان إذا صحّ التعبير، والذي تحوّل إلى بؤرة سواد “من يدخلها مفقود، ومن يخرج منها مولود من جديد”.

تتحوَّلُ طريقُ المطار القديمة والجديدة إلى ساحة يمرح ويسرح فيها السارقون خلال الليل، ولا يهم إذا كانت الضحية بمفردها أم برفقة عائلتها، فالخطر يُحيط بالجميع، دون أن يتحرك أحد، فمنذ أيام تعرّض رجل برفقة عائلته لعملية نشل على طريق المطار بعد أن كان يركن سيارته جانباً، وكانت الساعة بحدود التاسعة ليلاً، أي أن الوقت ليس متأخراً، وبحسب مصادر مطّلعة فإن الرجل تلقى تهديداً بالسلاح لتسليم ما يملكه، وهكذا حصل.

وإن كان الرجل قد نجا من ضربة سكين أو رصاصة قاتلة، فغيره لم ينج، حيث تكشف المصادر أن عملية نشلٍ وقعت الشهر الماضي على طريق المطار انتهت بإصابة شاب برصاصة لم يُشف من تداعياتها حتى اليوم، مع العلم أن عصابات النشل باتت معروفة الهوية ولكن لا أحد يتحرك بالشكل اللازم.

في شهر تشرين الثاني وقعت أكثر من 8 عمليات نشل وسرقة على طريق المطار، تقول المصادر، مشيرةً الى أن أعداد المنفذين ليست كبيرة، فهناك ما يشبه المناطق الخاصة بين هؤلاء، أي أن العصابة الفلانية تسيطر على هذه البقعة الجغرافية، وغيرها في بقعة أخرى، لكي لا يحصل التضارب بالمصالح فيقع الخلاف بين العصابات.

كذلك باتت تنتشر ظاهرة “تشليح” الخارجين عن القانون، أي السرقة من تجار المخدرات، وهذا ما يخلق صراعات تكون مسلحة أحياناً كما حصل مؤخراً على طريق المطار قرب مخيم برج البراجنة، وأدى الى سقوط ضحية وجرحى.

كذلك ليست طريق المطار وحدها الخطرة خلال الليل، فنفق الأوزاعي أيضاً لا يقل خطورة، حيث تلجأ العصابات إلى حِيل لإيقاف السيارات، كوضع المسامير على الأرض لضرب الإطارات، وعندها يأتي السارقون على شكل أشخاص يعرضون المساعدة، ومنطقة خلدة أيضاً تُعتبر خطرة خلال الليل للأسباب عينها.

بحسب المصادر المطّلعة فإن وضع الأجهزة الأمنية لا يسمح لها بالقيام بدوريات متواصلة خلال الليل على الطرقات التي تشهد حوادث نشل وسرقة كثيرة، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الذي تمر به، إلى جانب مشكلة أساسية تتعلق بوضع السجون، إذ أن الأجهزة باتت في أحيان كثيرة لا تستلم الموقوفين بجرم النشل أو السرقات، لعدم قدرتها على الاهتمام بهم كموقوفين، بظل الاكتظاظ بالنظارات، وبطء الآليات القضائية، وتكشف المصادر أن الأجهزة رغم معاناتها تعمل على توقيف السارقين، وهي عملت على توقيف أكثر من 10 يعملون بالنشل على طريق المطار خلال هذا العام.

ليس النشل وليد الأزمة الاقتصادية، ولكن ازدياده بوتيرة مرتفعة يأتي نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب والأمني الهش، ولكن كل هذه الظروف لا تعني التهاون وترك الأمور تسير على هواها، خاصة على طريق المطار التي تعتبر طريقاً حيوياً على مدار اليوم، وبحال كانت الأجهزة الأمنية مقصرة بمكان ما بسبب ظروفها، وهو ما لا يعتبر حجة طبعاً لأنها قادرة على تحديد السارقين وتوقيفهم بعمليات أمنية، يجب على شرطة اتحاد بلديات الضاحية التحرك لحفظ الأمن على هذه الطريق، قبل أن تتحوَّل إلى “ساحة موت” لمن يفكر بالمرور عبرها خلال الليل.

المصدر: محمد علوش – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى