إسرائيل تستدرجُ الجيشَ اللبنانيّ

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

انتهت معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون بـ”انتصار” سجَّله الأخير، يُعد فريقه الاستشاري صاحب الفضل الأكبر فيه، وانتصارات أخرى سوّقت من تسمي نفسها “القوى السيادية” أنها حققتها وذلك في إطار تسجيل النقاط على فريق “محور المقاومة”.

 لكن وعلى أهمية ذلك، فإن أحداً سواءً من هذا الفريق أو ذلك، مكترث إلى مناخات الاستياء العارمة التي تسود قسماً من قيادة الجيش بسبب تمرير “التمديد” بهذه الطريقة والشعور بالغبن لدى مؤهلين حقيقيين للتدرج في المواقع، منعهم التمديد من ذلك، على الرغم من سياسة التهدئة التي يتبعها فريق القائد بعيد التمديد.

أكثر من ينغّص “فرحة التمديد” إن جاز التعبير، أنها ربطت مؤخراً بضرورات الحرب جنوباً، فيما القيادة نفسها تتخاذل عن إعطاء الأمر العسكري للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. 

بحسب المعلومات، 54 موقعاً عسكرياً أو مركزاً أو منشأة أو برجاً يعود للجيش هو مجموع ما استهدفته “إسرائيل” خلال 70 يوماً من المعركة في الجنوب، يستاء بعض الضباط من أن القيادة “تتستر” على الاعتداءات وتجد حرجاً في تسرّبها إلى الإعلام ولا تقدم إلا فيما ندر على توزيع بيانات يتحدث عن اعتداء، فيما هي مستمرة بتجنب الحديث عن عدد الإصابات التي تعرّض لها العسكريين وعدد المقار التي استهدفت، والأنكى أنها، بنظر البعض، لم تدفع قيادة الجيش ولو لمرة إلى منح الإذن للعسكريين بالرد على مصادر النيران. 

يبرّر البعض هذا التوجه لاعتبارات القدرة العسكرية المحدودة لدى الجيش التي لا تتيح له الخوض في نزال عسكري شرس مع العدو قد يحول المراكز العسكرية إلى مقابر للجنود. في المقابل استنسبَ البعض أداة اللجوء إلى الشكوى، من خلال إبلاغ رسائل إلى الجانب الأميركي من تكرار عمليات الاعتداء على الجيش المستمرة من جانب إسرائيل، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة من استياء بالغ وصل على شكل رسائل إلى تل أبيب وزعت على الإعلام، مع ما تخللها من انزعاج واضح من طريقة تصرّف الجيش الإسرائيلي مع الجيش اللبناني. 

وفي اعتقاد مصادر، أن تركيز الجيش الإسرائيلي استهدافته بوتيرة متصاعدة مؤخراً صوب مراكز الجيش على طول الحدود، يأتي لأمرين مهمين: 

– اتهام الجيش لاحقاً بالتستّر على تحركات حزب الله لاسيما في محيط بعض التلال التي يتمركز عليها، وهذا قد يفيد العدو لاحقاً بممارسة ضغوطات على الجيش اللبناني حين يبدأ الحديث الجدّي بوقف إطلاق النار.

 ويتخوف في هذا الصدد أن يكون العدو الاسرائيلي يخطط لنيل التزامات من الجيش اللبناني من وراء الأفعال الاستهدافية المباشرة التي يقدم عليها. 

– الأمر الثاني يرتبط بضغوطات أخرى على الدولة اللبنانية، من خلال ممثلها أي الجيش، وذلك للإسراع في المفاوضات لناحية تطبيق تنفيذ ما يسمى القرار 1701! 

ويعتقد أن إسرائيل تستغل في الآونة الأخيرة وضعية الجيش الهشة لفرض أمر ما على الدولة في شأن المفاوضات وتعزيز انتشارها جنوباً في ظل المساعي المبذولة لإزاحة حزب الله كمقاومة عن الحدود.

المصدر: عبدالله قمح -الأفضل نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!