رقمٌ صادم لتكلفة إضراب يوم واحد في لبنان
صدى وادي التيم-لبنانيات/
على خلفية الإضراب العام الذي انضوى لبنان فيه تلبية للدعوة العالمية للإضراب دعماً لغزة، شكّك كثيرون بجدوى الإضراب بل ذهب البعض لإقتراح أن تخصص عائدات ساعة عمل من يوم عمل عادي لدعم قطاع غزة لأن ذلك اكثر جدوى، بالمقابل ما هي كلفة إضراب يوم واحد على الإقتصاد اللبناني؟.
في هذا السياق, رأى الصحافي المتخصص في الشأن الإقتصادي, خالد أبو شقرا, أن “الإقتصاد اللبناني بالتأكيد تأثّر نتيجة الإضراب الشامل ليوم واحد, فعادة العمال والقطاعات الإقتصادية والجمعيات المدنية تعلن الإضراب للضغط على الحكومات لأخد موقف ضد الحرب على غزة, ولوقف آلة القتل الإسرائيلي بحق الشعب الفلسيطيني, هذا من حيث الشكل”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال أبو شقرا: “أما في لبنان, فهو متضامن قلباً وقالباً مع فلسطين, حتى أنه يخوض حرب على جبهته الجنوبية ضد العدو الإسرائيلي, لذلك لا يرى منفعة كبيرة بالإضراب, وكان الأفضل أن تدعو الحكومة إلى وقفة تضامنية”.
وأضاف, “من حيث المضمون, هناك طريقة بسيطة لاحتساب كيفية إنعكاس أيام التعطيل, ففي حال تحدّثنا عن إضراب بكل لبنان, يكلّف تقريباً حوالي 120 إلى 130 مليون دولار في الظرف الحالي, أي خسارة على الإقتصاد بقيمة 120 مليون دولار”.
وتابع, “هناك طريقة بسيطة لحساب التكلفة, فنحن نقدّر الناتج المحلي الإجمالي بـ 18.5 مليار دولار, بحسب البنك الدولي وصندوق النقد والعديد من الجهات الخارجية, وبالتالي هناك تقريباً حوالي 290 عمل يوم فعلي في السنة, وفي حال قسّمنا الـ 18 مليار دولار على عدد الأيام الفعلية, تكون النتيجة أنه يجب على لبنان الإنتاج بما يقدر بين الـ 60 – 65 مليون دولار بشكل رسمي”.
واستكمل, “في حال افترضنا أن نصف الإقتصاد اليوم خارج القطاع الرسمي أي يعمل في الأسود, الإضراب سيؤدي إلى خسارة مضاعفة, وبالتالي تصل كلفة كل يوم إضراب أو تعطيل أو إضراب شامل لأي سبب كان لحوالي الـ 120 – 130 مليون دولار, وهذا رقم كبير جداً بالنسبة للإقتصاد اللبناني, الذي يرزح تحت مختلف المشاكل الإقتصادية”.
وشدّد أبو شقرا, أن ما يقوله هو حسابات إقتصادية بحتة, أما الموقف من القضية الفلسطينية فهو حتماً إلى جانبها, وومن الواجب الوقوف مع الشعب الفلسطيني, لكنّه لفت إلى أن الوضع اللبناني اليوم دقيق جداً”.
ورأى أن “لبنان في هذا الصراع, متأثّر بشكل كبير جداً, متأثّر بموقعه, وبارتفاع الأسعار, وبارتفاع كلفة التأمين على البواخر, وبالتالي هناك فاتورة كبيرة يدفعها لبنان جراء الحرب”.