حربُ غزّة طويلةٌ والجيش الإسرائيليّ يقاتلُ كي لا ينتهي الكيان

صدى وادي التيم-متفرقات/

دخلت الحربُ التّدميريّة على غزّة شهرها الثّالث، وما زال العدوُّ الإسرائيليّ، يصرُّ على استمرارها، بالرّغم من مُناشدات الأمم المتحدة، وبيان القمة العربية – الإسلامية التي عقدت في الرياض، ودعت إلى وقف إطلاق النّار، وتقديم المساعدات الإنسانيّة لأهل القطاع بفتح معبر رفح، والالتزام بحلّ الدّولتين، الّذي قدّمه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، في القمّة العربية الّتي انعقدت في بيروت العام ٢٠٠٢، وسمّيت بالمبادرة العربية، لحلّ الصّراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ.

فالعدوُّ الإسرائيليُّ يخوض معركة حياة أو موت، كما أعلن وزير الدفاع يواف غالانك، وقبله رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزراء آخرين في حكومة الأحزاب الدينية اليهودية المتطرفة لذلك فإنّ هذه الحرب، الّتي لم يشهد العالم، منذ الحرب العالمية الثانية، مثل هذه الوحشية، والإبادة الجماعية، والتّهجير الجماعي للشعب الفلسطيني والذي بدأ منذ وعد بلفور في العام ١٩١٧ في عمليّة اجتثاث من خلال المجازر وشراء الأراضي ومصادرتها للتأكيد على أنّ فلسطين هي “أرض إسرائيل” ولا يوجد شعب فلسطينيّ، لتطبيق مقولة الحركة الصهيونية “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، وهذا ما يحصل حاليًّا في غزة، بتدمير شامل، وقتل للبشر، لتفرغ الأرض من أهالي القطاع ويحتلّها “الجيش الإسرائيلي”، الّذي ينفّذ ذلك أيضًا في الضفة الغربية التي ذكر مسؤولون صهاينة بأنّها “يهوذا والسامرة” وفق ما ورد في التوراة، وقتل اسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد عام، لأنّه تنازل عن أرض في “إسرائيل”، من خلال “اتفاق اوسلو”، الّذي وقّعه مع ياسر عرفات في العام ١٩٩٣.

من هُنا، تبدو الحربُ طويلة، ولن تتوقّف، في فترة قريبة، واعلن العدو الإسرائيلي بأنّها قد تمتد لنحو عام، وربما أكثر، لأن الكيان الصهيوني يخوض معركة بقائه الذي اقتربت نهايته وفق ما أعلن نتنياهو، وأنّ “إسرائيل” لن تعمر أكثر من ٨٠ عامًا، وهي انهارت منذ بلوغ الدولة العبرية، ال ٧٠ عامًا على إنشائها وفي مرحلتين انهارت، الأولى في العهد البابلي قبل ثلاثة آلاف سنة، ثمّ في العهد الروماني مع ولادة السيد المسيح، وفي المرحلتين سُبي اليهود، ومرّوا في خرابين، حيث يتوقّع قادة العدوّ، ومنهم رجال دين يهود من الحاخامات، لديهم هذه التّنبّؤات التي وردت في “التوراة” و”الثلمود”.

وتعيشُ “إسرائيل” في حالة من الضّياع، الذي يحاول نتنياهو مع حكومته، إخراج الشعب الإسرائيلي منه، وبأنّ الجيش الصهيوني، يخوض حربه ليس ضدّ “حماس” كتنظيم مقاوم لاقتلاعها وإنهاء وجودها، فإنه يقاتل في سبيل البقاء، وحصلت عملية “طوفان الأقصى”، ودخول مقاتلي “حماس” إلى غلاف غزة في ٧ تشرين الأول الماضي، فكانت رسالة إلى الصهاينة بأنّ وجودهم غير الطبيعي في فلسطين، لن يدوم، ما حصل في ٧ تشرين الأول، يقرّب ساعة نهاية الكيان، الّذي يرى مسؤولون صهاينة، أنّ قناعة باتت راسخة، لدى الصّهاينة، بأنّ مشروع “إسرائيل الكبرى” قد سقط، ومعه ستتوقّف الهجرة اليهودية إلى الكيان، الّذي بدأ يشهد هجرة معاكسة، ولم تعد “أرض إسرائيل” التي وعدوا فيها “كشعب الله المختار”، لم تعد حلمهم، الّذي انتهى مع سقوط “الدولة – الثكنة”، التي لم تعد آمنة.

هذا العرضُ لما يجري تداوله في الكيان الصهيونى، يؤكّد على أنّ العدو الاسرائيلي يخوض حرب بقائه، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي زار “إسرائيل” داعمًا لبقائها معترفاً بأنّ أميركا، ستقف إلى جانب “إسرائيل” لتبقى، ولن تسمح “لحماس” وغيرها بتهديد وجودها، ومدّد للحكومة الإسرائيلية، فترة استمرار الحرب، لتحقيق انتصار على “حماس”، لكن لم يتمكن نتنياهو من إنجاز أي انتصار، لا بل خضع لشروط “حماس” في تبادل الأسرى، الذي أوقفه، وعاد إلى الحرب علّه يحقق انتصارًا، فأرسل الجيش إلى الجنوب، فواجه مقاومة أشرس، حيث سبق أن هُزم الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة عام ٢٠١٤، وقد دامت ٥٥ يومًا، ولم يحقّق أهدافه، التي عاد وكرّرها في حرب عام ٢٠٢١، ويعيد الكرّة في نهاية ٢٠٢٣، ممّا أثّر على سمعة الجيش الّذي لا يقهر، وخسر ٨٤ عنصرًا وضابطًا، إضافة إلى تدمير دبابات وآليات والّتي تخطّت ال ٣٠٠.

فحربُ غزّة طويلةٌ، ويخوضها “الجيش الإسرائيلي”، كي لا يقترب الكيان الصّهيوني من نهايته.

المصدر: كمال ذبيان – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى