مخطّط إسرائيلي ضدّ الحزب

صدى وادي التيم-لبنانيات/

يعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور رياض قهوجي، أن “الجولة الثانية من المواجهات التي نشهدها في غزة تختلف عن الجولة الأولى، فمن الناحية العملية التكتيكية نحن رأينا أن الجبهة في غزة توسعت وتم تقسيمها إلى 3 أجزاء حيث بدأ العمل في الجبهة الجنوبية”.

ويقول في حديث لـ “ليبانون ديبايت”: “إذا عدنا إلى التصريحات التي خرجت خلال فترة أيام الهدنة، نرى أن تصريحات محور الممانعة تشير إلى أن الحرب قد إنتهت وإسرائيل هُزمت ولم يكن أحد يتحدّث عن عودة للقتال وتوسيع الجبهة، لكن للأسف اليوم نشهد عودة للقتال والجيش الإسرائيلي مستمر بعملياته من خلال تدمير البنى التحتية العسكرية لحركة حماس ولا يزال الضوء الأخضر الأميركي يعمل في هذا الإطار”.

لذلك يرى قهوجي، أن “هذا أمر مخيب للجهة الأخرى حيث كان من المتوقع أن توقف إسرائيل أعمالها العدائية وتسير بشروط “حماس” من خلال المقايضة وتبادل الأسرى والرهائن وأن تنتهي الأمور عند هذا الحد، لكن نحن رأينا أن وتيرة العمل العسكري الإسرائيلي مستمرة وترتفع، وهذا الأمر قد يكون فاجأ البعض، لكن القيادات الإيرانية وحزب الله يدركون التصميم الإسرائيلي”.

ويضيف: “لا أرى أن هناك تغييرًا في قواعد الإشتباك على الجبهة الجنوبية اللبنانية، ومن الممكن أن البعض قد يشعر أنها هذه المرة هي أكثر حدة لأنه مرّ أسبوع خلال الهدنة ولم يحصل أي شيء بينما الذي يراقب الوضع يرى أنها لا تزال ضمن قواعد الإشتباك نفسها التي كانت قبل الهدنة”.

وحول إمكانية تصاعد الأمور؟ يوضح أنه “يمكن أن تتصاعد الأمور من خلال حصول خطأ في الحساب أي عبر ضربة تكلّف خسائر كبيرة تدفع بالطرف الآخر بأن يرد بشكل كبير، وبالتالي هذا ما يؤدي إلى إنزلاق الأمور”.

وإذْ يُنبّه قهوجي إلى أن “الشيء الوحيد الذي يجب أن نترقبه في لبنان هو فترة ما بعد الحرب في غزة، إن كانت إسرائيل ستمضي بما يتم الحديث عنه وهو إبعاد مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية ضمن قرار1701، وبالتالي هل ستصعّد من عملها العسكري في الجبهة ضد لبنان بهدف تحقيق هذا المخطط، إنه أمر وارد لأن المزاج اليوم في إسرائيل هو إعادة الهيبة للجيش الإسرائيلي وإظهاره أنه قادر على حماية المدنيين طالما أن هناك الآلاف من المستوطنين في الجليل الأعلى يرفضون العودة إلّا بشرط إبعاد حزب الله عن الحدود”.

ويتابع: “قد نشهد تصعيدًا في فترة لاحقة بسبب هذا الموضوع لكن هذا الأمر يبقى مرتبطًا بالجو السياسي داخل إسرائيل وإن كان سيبقى نتنياهو في الحكم أو إن كان سيكون هناك دعم غربي لفكرة تطوير عمل عسكري على حدود لبنان من أجل إبعاد مقاتلي حزب الله إلى شمال الحدود، كل هذه الأمور واردة إضافة إلى الموضوع الذي أعلنت عنه “حماس” من خلال إطلاق طلائع طوفان الأقصى من لبنان، وهذا له تداعيات خطيرة ستستخدمه عدة أطراف لإظهار لبنان أنه بلد سائب دون شرعية وحكومة وأن أي قوة خارجية يمكنها أن تقيم ميليشيا في لبنان دون أي إعتبار للقرارت الدولية، وهذا ما يزيد من حجج إسرائيل لتصعيد عملياتها في جنوب لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!