“واشنطن بوست” تحلّل استراتيجية ترامب بسوريا: هلال إيران وصل إلى لبنان وإسرائيل لم تنتظر!
وقال الكاتب إنّ معركة القتال الرئيسية هي سوريا، إلا أنّ السياسة الأميركية هناك لا تزال تعتريها الفوضى، وإذا كان ترامب جادًا تجاه إيران، فعليه أن يتعامل بجديّة في سوريا، مذكرًا بأنّ ترامب تعهّد بالعمل مع حلفائه من أجل وقف تهديد النشاطات الإيرانيّة في الشرق الأوسط.
ولفت الكاتب إلى أنّ وزير الخزانة الأميركية ستيفين منوشين وعدَ بفرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، من شأنها أن تحدّ من نشاطه الإقليمي، بما في ذلك دعمه للنظام السوري والرئيس بشار الأسد. ورأى أنّ الحكومة الإسرائيلية لم تنتظر الولايات المتحدة لكي تردّ بجدية على النشاط الإيراني في سوريا، وردّت عسكريًا هناك، موضحًا أنّه “فيما كان ترامب يتحدّث عمّا يريد أن يفعله، نفذت مقاتلات إسرائيلية عددًا من الغارات، واستهدفت مواقع عسكرية لإيران داخل سوريا”.
وأوضح الكاتب أنّ المعركة تحتدم لمنع إيران من تحويل سوريا الى قاعدة للعمليّات العسكريّة الإيرانية، أمّا الولايات المتحدة فتبدو متجمّدة، والأسوأ هو أنّ ترامب أعرب عن نيّته الإنسحاب من سوريا، ولا يبدو أنّ هناك إشارات أنّه يريد أن يغيّر رؤيته، حتى بعد توجيه الضربة الغربية الثلاثيّة مؤخرًا لسوريا.
إضافةً الى ما تقدّم، فقد عمل ترامب على تجميد مئتَي مليون دولار، من المساعدات الإنسانيّة والمدنيّة للسوريين، وتأثرت بذلك مجموعة “الخوذ البيضاء”.
وذكر الكاتب أنّ ما يريده مستشار الأمن القومي جون بولتون بالملف السوري واضح، فقبل أسابيع من قدومه الى البيت الأبيض، قال إنّ الإدارات الأميركية فشلت بوقف التوسّع الإيراني في سوريا، ولفت الى أنّ إنهيار تنظيم “داعش” أعطى إيران أفقًا لكي تمتلك هلالاً من السيطرة من إيران الى لبنان. ونقل الكاتب عن بولتون قوله ” إيران تفكّر بالصراع القادم والمحتمل، أمّا نحن فلا”.
من جانبه، ردّ مسؤول في الخارجيّة الأميركيّة، بعد تكليفه بشرح القرار الأميركي بالإنسحاب من الملف النووي، على سؤال الصحافيين حول استراتيجية سوريا بالقول: “الرئيس يركّز في سوريا على داعش”.
من جهته، قال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمهمة الطوارئ السورية: “بغض النظر عمّا إذا كان الإتفاق النووي جيدًا أم لا، فإنّ المدنيين يدفعون الثمن كثيرًا”.
وختم الكاتب مقاله بالإشارة الى أنّ ترامب لديه استراتيجيتان واقعتان: الأولى بشأن سوريا، والثانية بشأن إيران، ولكن ليس لديه استراتيجية واحدة للبلدين.
(واشنطن بوست – لبنان 24)