لبنان إلى المجهول بعد انتهاء الهدنة

صدى وادي التيم-لبنانيات/

يعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الايام القليلة المقبلة في خطوة كادت تشكل مفاجأة لو لم يعلن عن مهمته بنفسه،
وأشارت معلومات أن زيارة الموفد الفرنسي المرتقبة لا تحمل أي “طبخة أو مقترحات جاهزة” إنما هي تندرج في إطار اعادة تحريك الوساطة في الملف الرئاسي اللبناني.
وبالنظر الى انشغال اللبنانيين بكل شيء سوى بالاستحقاق الرئاسي وانهماكهم بإحصاء الأزمات التي تتفاعل وتتناسل من دون القدرة على وضع حد لأي منها في ظل فقدان القدرات الضرورية حكومية ونيابية لمعالجتها، كما على مستوى المؤسسات العاجزة عن تلبية أبسط مطالب وحاجات المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية.

وخلال اليوم الثالث في عملية وقف إطلاق النار في غزة، تسود المنطقة الحدودية في القطاع الغربي من جنوب لبنان حال من الهدوء الحذر يخرقه من وقت الى آخر تحليق للطيران التجسسي نوع “ام كا” فوق أجواء قرى صور، لاسيما فوق الناقورة والساحل الجنوبي وصولا حتى أجواء مدينة صور ساحلا وعلما الشعب مروحين الضهيرة وطير حرفا.
فيما تجوب دوريات لـ”اليونيفيل” ترافقها آليات للجيش على طول القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة.

وفي السياق، توقّع النائب غسان سكاف “تصدّع إطمئنان اللبنانيين بعدم دخول لبنان في الحرب، بحيث سيلجأ نتنياهو إلى توسيع رقعة الحرب البرية باتجاه لبنان، لأنّها ستنقذه سياسيًا”، مشيرًا إلى نشر 100 ألف جندي إسرائيلي على حدودها الشمالية لفرض منطقة عازلة بين المستوطنات وجنوب لبنان.

ورأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ “قواعد الاشتباك عند الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل تبقى كما هي لكن لا توجد ضمانات دولية يمكن أن نطمئن إليها”، قالاً: “في هذه النفسية الإجرامية الموجودة لدى العدو الإسرائيلي بِقتل الأطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، فأي ضمانات يُمكن أن تُعطى ونحن نرى هذا العدوان على غزة القائم يوميًا ولا أحد يكترث لذلك ولا أي ردات فعل دولية”.

وأشار سكاف إلى مسلسل الهدنات وإلى اضطرار “حزب الله” الالتزام بالتهدئة، منوّهًا بسياسة ضبط النفس التي يمارسها منذ بدء حرب غزّة،  مؤكدًا بحث طهران عن كرسي في المفاوضات القادمة، حرصًا منها على عدم خسارة حماس، مشيرًا إلى محاولة إسرائيل تحويل القضية الفلسطينية من مسألة تحرير الأرض إلى حرب دينية ( مسيحية- يهودية –إسلامية “سنية شيعية”)، لافتًا إلى نجاح روسيا في نقل الحرب من روسيا – أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

بدوره، شدد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور على أن القضية الفلسطينية وُلدت من جديد وأن المعركة الأساس هي معركة وعي، وقد عاد الشعب الفلسطيني والشعب العربي إلى وعي قضية فلسطين.

واعتبر وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان ان “التحديات التي تواجه لبنان من ضغط النزوح السوري على الاقتصاد الوطني، والمعاناة التي يقاسيها اللبنانيون والخسائر بالأرواح وبالمادّيات من العدوان الاسرائيلي على لبنان الذي يحول دون المبادرة وتوظيف الاستثمارات الصناعية في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود”.

في سياق مختلف، لم تهدأ معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، مع اقتراب موعد انتهاء مهامه على رأس القيادة العسكرية في 10 كانون الثاني المقبل، بحيث اختلطت الآراء المتباينة حول المخارج القانونية والدستورية، لعدم حصول أي شغور في المؤسسسة العسكرية، بالتالي لم تتوحد الجبهات السياسية في البلد لتأمين غطاء يمنع تعريض الجيش للاهتزاز.

من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: “نحن لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته، لا سيما والبلاد وأمنها على فوّهة بركان. ينصّ الدستور في المادّة 49 على أنّ “رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة”.
ودعا الراعي الى الذهاب فورًا إلى الأسهل وفقًا للدستور، قائلاً: “انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة.”

بدروه، أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أنه لا بد من التشديد على أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كما لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم كي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى