الإيرانيون صبورون ويجيدون الألعاب الاستراتيجية.. وسوريا علّمتهم 3 دروس!

نشرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية تقريراً تناولت فيه المخاوف الإسرائيلية من توسع الدور الإيراني في سوريا، متّهمة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بتجاهل هذا التطور على حساب إبرام الاتفاق النووي، ومحذرةً من حساسية الوضع الحالي في ظل خوض الجيش السوري معاركه في معاقل المعارضة الأخيرة بمحاذاة الجولان المحتل.

وأوضحت الصحيفة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين 3 مرات خلال الأشهر الـ6 الفائتة، مستدركةً بأنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وقائد الأركان الروسي فاليري غيراسيموف يزوران تل أبيب حالياً للحصول على ضمانات بأنّ إسرائيل لن تعيق العمليات العسكرية السورية في جنوب غربي سوريا وتبديد المخاوف الإسرائيلية من أنّ إيران تستغل الظروف في البلاد.

وفيما بيّنت الصحيفة أنّ المفاوضات تتمحور بشكل أساسي حول ما سيحصل بعد انتهاء الرئيس السوري بشار الأسد من العملية في جنوب سوريا وما يمكن القيام به لإبقاء القوات الإيرانية والمقاتلين الذين تدعمهم طهران بعيدين عن المنطقة المذكورة، كشفت أنّ روسيا تعهّدت حالياً بإبقاء إيران وحلفائها مسافة 100 كيلومتر بعيداً عن الحدود مع الجولان المحتل.

وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو سعى إلى أن يحصل على دعم بوتين لطرد الإيرانيين بشكل كامل من سوريا، مستدركةً بأنّ الرئيس الروسي عجز عن تحقيق مراده هذا حتى بعد لقائه بنظيره الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي.

وتابعت الصحيفة بالقول إنّ “أبسط” المطالب الإسرائيلية يشمل إزالة الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى من سوريا ووقف تصنيع الصواريخ فيها، متوقعةً أن تواصل إسرائيل المطالبة بانسحاب القوات الإيرانية ومقاتلي “حزب الله” من سوريا بشكل كامل في المستقبل.

وقالت الصحيفة إنّ القيادة الإيرانية ستدرس الوضع العسكري الجديد قبل القيام بخطوات جديدة بالقرب من الجولان المحتل وستراقب تطوّر العلاقة بين ترامب وبوتين بعد قمة هلسنكي ومدى توافق الأطراف الأساسية المتمثلة بإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة في ما يتعلق بتحجيم التوسع الإيراني في الشرق الأوسط لا سيّما في سوريا.

إلى ذلك، بيّنت الصحيفة أنّ تجربة إيران في سوريا مكنتها من “تعلّم 3 دروس”، إذ باتت تعلم أنّ الاستخبارات الإسرائيلية “شديدة الفاعلية”، وأنّ تل أبيب لن تتردد في استهداف القواعد والعناصر الإيرانية في سوريا عندما تتهدد مصالحها الأمنية، وأنّ الروس فقدوا اهتمامهم بمسألة بقاء المواقع الإيرانية بعيدة عن مرمى الضربات الإسرائيلية.

وعليه، حذّرت الصحيفة من أنّ الإيرانيين صبورون جداً ومن أنّهم يلعبون لعبة استراتيجية طويلة المدى لم تُحسم نتيجتها بعد.

(ترجمة “لبنان 24” – WT)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى