ماذا لو انتهت حرب غزة اليوم واستمرّت الهجمات في جنوب لبنان ؟

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

 يُصرّ فريق محور “المُمانَعَة” على أنه يخوض حرب استنزاف على إسرائيل في جنوب لبنان، بما يمكّن حركة “حماس” من الصّمود والمواجهة في قطاع غزة، عبر تخفيف الضّغط عنها، وإلهاء القوات الإسرائيلية بالجبهة الشمالية.

وأمام كثرة وجهات النّظر التي تُحيط بمدى فاعلية هذا التكتيك أو لا، نسأل عن الاحتمالات التي قد تنتظرنا، في ما لو انتهت الحرب في غزة اليوم، وبدأ المسار السياسي للحلّ غداً.

 “الخطّة ب”؟

فهل هذا يكفي لوقف حرب الاستنزاف الدائرة في جنوب لبنان؟ وماذا لو قرّرت جبهة “المُمانَعَة” مواكبة المفاوضات السياسية حول مستقبل غزة بالنار، مع القول إن ذلك سيُجبر الطرف الإسرائيلي على تقديم تنازلات أكبر للفلسطينيين؟

وماذا لو قرّرت إسرائيل أن لا توقف هجماتها جنوباً في المستقبل، حتى ولو وافقت على وقف لإطلاق النار في غزة؟ وما هي “الخطة ب” المُمكِنَة لدى الدولة اللبنانية، في مثل تلك الحالة؟

طبول الحرب

أشار النائب الدكتور الياس جرادي الى أن “المسلّمات الأساسية تقول إن ما بعد 7 أكتوبر لن يكون كما قبله، إذ إن ذلك التاريخ أرسى معادلات جديدة في المنطقة. ولكن الى أين نتّجه؟ هذا ما ليس واضحاً بَعْد، لا سيّما أن الجميع يتحرّكون وفق أصوات طبول الحرب في غزة الآن، فيما نتائج تلك الحرب هي التي ستحدّد ملامح المرحلة القادمة”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “كنّا نظنّ أننا صرنا في عصر التكنولوجيا والعلوم، ولكن العدو الإسرائيلي أنهى كل تلك الاعتبارات بتوحّشه الحربي. وهو رغم ذلك لن ينجح باستعادة الهالة التي رسمها لنفسه، والتي فقدها في 7 أكتوبر. فحتى دخوله الى غزة لن يكون انتصاراً عسكرياً، بعدما ارتكب ما ارتكبه، وخرق المفهوم الإنساني والوجداني والأخلاقي. وبالتالي، لن تُقاس الأمور مستقبلاً بالمقاييس العسكرية فقط، بل بالأخلاقية والإنسانية أيضاً، وبإعادة استنهاض القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال ما جرى في 7 أكتوبر، وبالنّكسة التي أُصيب بها العدو الإسرائيلي”.

مخططات سابقة

وأكد جرادي أن “تلك المعطيات هي التي ستُحدّد معالم المستقبل، وليس الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة فقط. فتوقيت المعركة كان “حمساوياً”، ولكن إيقاعها هو إسرائيلي بامتياز، وما تطمح له إسرائيل. ولكن مهما كان الرفض الإسرائيلي كبيراً، إلا أن لا بديل مُمكناً من العودة الى التهدئة في غزة. فلطالما أطاحت إسرائيل بكل سُبُل الحلّ، وأفشلت كل الطروحات، من بينها “وديعة رابين”، واتّفاقية أوسلو، والمبادرة العربية للسلام”.

وأضاف:”معركة غزة الحالية ليست وليدة الساعة. ورغم أن ما حقّقته “حماس” في 7 أكتوبر شكّل مفاجأة لكل الأطراف، إلا أن ما تفعله إسرائيل الآن ليس ردّة فعل على ما قامت به الحركة، بل هو مخططات إسرائيلية سابقة تُنفَّذ حالياً بشكل سريع”.

مُعقّدة جدّاً

وشدّد جرادي على أن “دخول الحروب ليس كالخروج منها. ونتائج المعركة في غزة هي التي ستحدّد نتائج ومستقبل كل شيء أيضاً، على مستوى المنطقة عموماً، وليس لبنان فقط. ولا يمكن البتّ في شأن تلك النتائج منذ الآن. أعتقد أن المقاومة في لبنان تقوم بدورها بحكمة، وتُظهر مكامن القوة لديها، وتضغط على إسرائيل من دون أن تنخرط في حرب شاملة. و”حزب الله” يمارس ضغطاً عسكرياً لتخفيف الضغط عن غزة، وهو يُظهر مدى قوته حتى لا يفكروا بأن يستفردوا به بعد انتهاء الحرب هناك. وهذا هو الدور الذي يجب أن يقوم به”.

وتابع:”القطع الحربية الأميركية والبريطانية والغربية أتت الى منطقة شرق المتوسط لحماية المصالح الغربية لا الإسرائيلية، ولقطع الطريق بشكل استباقي على أي استفادة أو استثمار لروسيا أو الصين بما يجري في غزة، في مدى بعيد، وعندما يحين وقت المساومات”.

وختم:”الأمور مُعقّدة جدّاً، وبشكل أكبر من أن تُحصَر بما يمكن أن يحدث في لبنان وحده، مع الأخذ في الاعتبار أن لا مصلحة لدى “حزب الله” بالتسبُّب بتدمير لبنان. فمستقبل الحرب، والرأي العام العالمي، والنتائج النهائية لا تزال مُبكِرَة، فيما لا قرارات حاسمة في شأنها اليوم. ولا يخرج لبنان عن تلك الصورة”.

المصدر: أنطون الفتى – وكالة أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!