أيام تفصلنا عن الحرب؟!

 
 
وجّهت إسرائيل أمس رسالة واضحة إلى إيران في سوريا، تزامنت مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إنسحاب واشنطن من الإتفاق النووي مع إيران. وتمثّلت الرسالة الإسرائيلية بقصف قاعدة إيرانية فارغة قرب دمشق بأربعة صواريخ، كإشارة إلى أن أي ردّ إيراني متوقع على الغارة الإسرائيلية الأولى التي إستهدفت مطار الـ “تي 4” لن يعيد قواعد الإشتباك إلى ما كانت عليه سابقاً بل سيتطور إلى حرب واسعة في سوريا بين الطرفين وهو ما ترغب به تل أبيب.

من جانبها، لا ترى طهران بالغارات الإسرائيلية سوى محاولة لإستغلال الوقت الضائع الإيراني الذي لن تقوم إيران بالردّ خلاله بإنتظار بعض الإستحقاقات الإقليمية مثل الإنتخابات اللبنانية والعراقية التي تتوقع فوز حلفائها بها.  

الردّ الإيراني الذي بدأ عده العكسي، والذي سيحصل خلال أيام قليلة جداً، كما تؤكد مصادر ميدانية مطلعة، سيكون متناسباً مع الهجمات الإسرائيلية السابقة على القواعد الإيرانية ولن يكون هجوماً شاملاً، لكن في الوقت نفسه تدرك طهران أن نتائج الإنتخابات النيابية في لبنان، وبعد أيام في العراق إضافة إلى التقدم الميداني الحاسم في سوريا، سيجعل من إسرائيل أمام حلّ واحد هو الحرب الكبيرة التي قد تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.

لذلك ووفق المصادر الميدانية إستغل الإيراني كل هذا الوقت من أجل نقل قوات إلى سوريا، وإخلاء مراكزه وقواعده العلنية خوفاً من الحرب التي قد تندلع بعد عملية الردّ.

وتضيف المصادر إن “حزب الله” أيضاً قام بإخلاء مراكزه في سوريا من العديد والعتاد بشكل كامل، وهو في حالة إستنفار كاملة في لبنان وسوريا.

ويرفض المطلعون ربط الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي بالحرب العسكرية في المنطقة، “الصحيح، هو ربط إنسحاب واشنطن مرتبط بتحرر اليدّ الإيرانية بالردّ على إسرائيل الأمر الذي قد يتدحرج إلى حرب” يقول هؤلاء.

وتتوقع المصادر الميدانية أن تنحصر الحرب في حال حصلت على الأرض السورية، لكن لا شيء يضمن عدم توسعها في حال إستمرارت لعدّة أيام، “وعند الحديث عن التوسع، نعني التوسع الجغرافي والتوسع بالقوى التي ستشارك فيها” بحسب المصادر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!