تل أبيب تتحدّى واشنطن في عيناتا!

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

بلغت الحرب على غزة حدّا غير مسبوق في يومها الثلاثين، باستهداف الجيش الإسرائيلي أكثر من ١٥٠ موقعا في غضون ساعات قليلة. وجاء هذا التصعيد البالغ غداة رفض واشنطن وقفا لإطلاق النار بعنوان هدنة انسانية، وتعتبرها الإدارة الأميركية في حال تحقّقت فرصة لحماس لكي تستعيد أنفاسها.

لكن الأخطر لبنانيا استهداف السيارتين المدنيّتين في بلدة عيناتا الجنوبية والذي أدى إلى سقوط ٣ أطفال مع جدّتهم سميرة أيوب وإصابة الوالدة هدى حجازي وقريبهم الصحافي سمير أيوب.

وبلغ هذا الاستهداف بعدا جديدا في الحرب القائمة، خصوصا أنه حصل بعد نحو ٤٨ ساعة من إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معادلة “مدني في مقابل مدني”. يعني ذلك أن إسرائيل تسعى الى استجلاب تصعيد لبناني، تحديدا من جانب حزب الله، وترمي بذلك إلى توسيع رقعة الحرب جنوبا خلافا لكلّ تصريحات مسؤوليها.

واللافت أن كل ذلك التفلّت يجري تحت بصر وسمع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الموجود في المنطقة منذ الجمعة، الأمر الذي دفع مسؤولين لبنانيين إلى لفت نظره بأن الحكومة الإسرائيلية بخرقها قواعد الاشتباك واستهداف المدنيين تنصب فخا لواشنطن نفسها التي لا تفوّت جهدا في سبيل منع انتقال الحرب من غزة إلى الجنوب.

وكان بلينكن الذي التقى في عمّان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال إنّ من المهم أن نتأكّد من عدم انتشار الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى في المنطقة. أضاف: لقد ناقشتُ مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي السُّبل لمنع حدوث ذلك وتأمين المساعدات الإنسانيّة للشعب الفلسطيني، كما ناقشنا حاجة لبنان المُلحّة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ بلينكن شدد خلال لقاء مع ميقاتي، على أهمية عدم اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس. وأعرب عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل.

ويُنتظر في الساعات المقبلة أن يتدرّج ردّ حزب الله على استهداف المدنيين في الجنوب، تطبيقا للمعادلة التي أعلنها السيد نصرالله والذي ستكون له إطلالة ثانية يوم السبت المقبل. وانعكس مجمل هذا التصعيد استنفارا بين البعثات الديبلوماسية العاملة في بيروت التي كثّفت مسعاها لإبقاء العمليات العسكرية في الحدّ الذي لا يجعلها تتوسّع إلى حرب مكتملة العناصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى