جولة للنائب جراده في حاصبيا مثنياً على روح الوطنيّة والإخاء الّتي تثبتها حاصبيا عند كلّ استحقاق
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
قام النائب د. إلياس جراده بجولة تفقّدية إلى منطقة حاصبيا لتأكيد الدور الأساسيّ لأهالي حاصبيا في الوقوف إلى جانب ضيوفهم وأهلهم الوافدين من منطقة العرقوب، شاكرًا إيّاهم على مبادرتهم الإنسانيّة، الّتي تؤكّد دومًا روح الوطنيّة والإخاء الّتي تثبتها حاصبيا عند كلّ استحقاق، وعلى تقديم الدعم اللازم لضيوفهم من أجل تجاوز هذا الوضع غير المستقرّ والظروف الصعبة.
انطلقت الجولة من مكتب رئيس اتّحاد بلديّات الحاصباني السيّد سامي الصفدي الّذي أكّد أنّ الاستعدادات الإداريّة قد تمّت برئاسة القائممقام وعضويّة كلّ من رئيسي اتّحاد بلديّات العرقوب واتّحاد بلديّات الحاصباني كما ممثّلين عن الصليب الأحمر اللبنانيّ والدفاع المدنيّ، معربًا عن الإمكانيّات المتواضعة لمواجهة الاستحقاقات في ظلّ الظروف الراهنة.
وقد طالب د. جراده بإطلاق نداء لعدم تعريض النازحين لأيّ شكل من أشكال الاستغلال، بخاصّة لناحية تكاليف الإيجارات. وأعرب عن ضرورة تفعيل التنسيق والتعاون، بدل الانزلاق نحو التنافس بين القوى المجتمعيّة والحزبيّة في المنطقة.
واستعلم حول زيارة رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمّد الخير والتقديمات الّتي وفّرها أو وعد بتقديمها للنازحين في المنطقة.
واستفسر حول مصير النازحين السوريّين المقيمين في العرقوب، والجهات المسؤولة عنهم، حيث تبيّن أنّهم متروكون لمصيرهم وغير مشمولين في خطّة الهيئة العليا للإغاثة، فلفت إلى ضرورة التعامل الإنسانيّ معهم وتأمين سلامة انتقالهم إلى مناطق آمنة أو مراكز إيواء تخصّص لهم تحت رعاية المنظّمات الدوليّة ذات الشأن.
تلتها زيارة إلى بلديّة حاصبيا، حيث شكر مجلسها البلديّ وحيّا العاملين فيها على تدارك الأزمة والمبادرة منذ اليوم الأوّل لتنسيق الجهود واستيعاب النازحين وتنظيم إيوائهم في ربوع حاصبيّا. وأكّد ضرورة التعاون كجنود في فريق عمل واحد لتذليل كلّ العقبات ومواجهة كلّ الصعوبات لتأمين مستلزمات الصمود والرعاية اللازمة للنازحين والمتضرّرين من الأزمة الحاليّة. واعتبر أنّ حاصبيا تمثّل النسيج اللبنانيّ بمختلف مكوّناته، وستبقى طليعيّة في إكرام الضيف ورعايته، ولن تتوانى عن التحضير والاستعداد لكلّ الاستحقاقات المقبلة.
وأشار الحاضرون من المجلس البلديّ إلى عدم توافر القدرات لديهم كبلديّة وكمجتمع على إدارة النازحين من الجنسيّة السوريّة القادمين من قرى العرقوب واستيعابهم، مشدّدين على أنّ الحلّ الأوحد هو عبر إقامة المنظّمات الدوليّة مخيّمات تحت إدارتها وخارج المنطقة.
وبعدها التقى السادة طلال الحلبي واسماعيل أمين في مركز وحدة إدارة الكوارث في حاصبيّا. وأعلن أنّ زيارته تحمل لهم التحيّة والشكر على كلّ التضحيات التي يقومون بها وعلى كلّ الاستعدادات التي يحضّرون لها من أجل مساندة المجتمع وتأكيد ثوابته الإنسانيّة. وبعد الاستعلام حول خطّة العمل وظروفها، اتّفق المجتمعون على ضرورة اتّباع منهجيّة علميّة تحترم المبادئ الإنسانيّة في العمل الإغاثيّ وتوزيع المساعدات، التي لا يجب أن تأخذ طابع المحاصصة بين الأحزاب السياسيّة أو البلدات.
وقد تبيّن خلال الزيارة وجود ما يزيد عن 600 نازح لبنانيّ في حاصبيا ضمن مراكز الإيواء، تعتني بتأمين احتياجاتهم وحدة إدارة الكوارث، التي لا تتوفّر لديها الإمكانيّات حتّى الآن لخدمة النازحين الذين يقيمون في الوحدات السكنيّة المستأجرة. كما أظهرت المحادثة تأخّر المنظّمات الدوليّة المعنيّة في أعمال الإغاثة عن الاستجابة وتقديم الدعم. فكلّ ما يتمّ القيام به ينجم عن القدرات الذاتيّة للمؤسّسات والفاعليّات الّتي لبّت النداء. كما أعلنت الوحدة عن انتهائها من وضع خطّة للاستجابة لمراحل التصعيد في المنطقة، وهي تحثّ من لديهم الاستعداد للمشاركة في العمل الإغاثيّ إلى الانطلاق منها تجنّبًا للهدر والتكرار وتعزيزًا للتكامل والفاعليّة.
واستكمل جولته بزيارة إلى مستشفى حاصبيّا الحكومي، حيث رافق الطاقم الطبّيّ والتمريضيّ في جولة على أقسام المستشفى مقترحًا إطلاق حملة للتبرّع بالدم وتشغيل وحدة العناية الفائقة. وتفاجأ بالسبب المعلن لعدم تشغيل وحدة العناية الفائقة في المستشفى، حيث أشارت مديرة المستشفى د. سماح بيطار إلى ضرورة تأمين مولّد كهرباء إضافيّ كي تضمن استمراريّة التيّار الكهربائيّ. فقام الدكتور جراده مباشرة بالاتّصالات اللازمة لحثّ المعنيّين في وزارة الصحّة وزملائه في لجنة الصحّة النيابيّة للقيام بما يلزم من أجل تأمين مولّد كهرباء مناسب لمستشفى حاصبيّا بأسرع وقت ممكن خلال الأسبوع المقبل.
وأكّد د. جراده أنّ أيّ سياسة صحّة عامّة في لبنان لا تؤسّس على دعم المستشفيات الحكوميّة للقيام بدورها على أكمل وجه، هي استمرار في دعم مزاريب الهدر، وفي ضرب المصلحة العامّة والصحّة العامّة في آن.
واختتم الجولة في منطقة حاصبيّا بزيارة إلى مركز الإيواء في عين قنيا الذي خصّصته بلديّة حاصبيا لاحتضان النازحين من العرقوب. واستعلم حول حاجات المقيمين فيها.