الهجومُ الكبير.. ما هو سيناريو تحريرِ الجليل؟

صدى وادي التيم-متفرقات/

بما أنه بات من الواضح أنّ حzب الله سيكون هو الطرف المهاجم إن قرّر الدخول على خط الحرب، يمكن القول إنه سيكون مستحيلًا على إسرائيل منع مقاتلي الحزب صاحبِي الخبرة القتالية الطويلة والمجهّزين بأسلحة متطوّرة السيطرة على مساحات واسعة من شمال فلسطين المحتلّة، أو تحديدًا منطقة الجليل الذي أتى أمين عام الحزب السيد حسن نص/ر الله على ذكرها مرارًا في خطاباته.

سيكون سهلًا على مقاتلي الحزب في المرحلة الأولى تثبيت نقاط لهم عند الدخول، بل وتدمير مواقع عسكرية إسرائيلية مشرفة، لكنّ الأصعب سيكون الاحتفاظ بهذه النقاط لأسابيع وإظهار عدم إمكانية استعادتها من قِبل الجيش الإسرائيلي ومن قد يتدخل لمساعدة هذا الجيش.

هنا يبرز فرق كبير جدًا بين ظروف حزب الله الميدانية وظروف الفصائل الفلسطينية في غزّة، فالحزب لديه القدرة على تغذية مقاتليه داخل فلسطين بعد إعلان الهجوم بمختلف أنواع الإمدادات، وهنا لا يجب اعتبار خطوط الإمداد تصل إلى الجنوب فقط، بل يمكن الاعتبار أنها تصل إلى طهران!

يمكن للحزب الإتيان بعشرات آلاف المقاتلين من العراق واليمن وسوريا وإيران للقتال داخل فلسطين المحتلّة، فنجاح الحزب بالاحتفاظ ولو بكيلومترات عدة محرّرة سيُعدُّ إنجازًا عظيمًا يغيّر وجه المنطقة.

أما فصائل المقاومة في غزّة، فتعاني من الحصار الخانق عسكرًيا، حيث لا تجد خلفها أي جهة داعمة، لا مصر ولا الأردن، وتضطر لاستخدام الأنفاق، مع ما يستتبع ذلك من صعوبات، وهو ما يفسّر عدم تمكّن هذه الفصائل حتى الآن من الحصول على صواريخ ثقيلة ذات قدرة تدميرية عالية كالتي يعلم الجميع بأنّ حزب الله بات يمتلكها منذ زمن بعيد.

بالعودة إلى هجوم الحزب المتوقّع، فإنّ المعركة ستفرض قساوتها بسبب امتلاك الجيش الإسرائيلي لسلاح جو متطوّر تبرز فعاليّته في سوريا رغم امتلاك الأخيرة لمنظومات دفاعية جوية روسية متطوَرة.

كما يتفوّق الجيش الإسرائيلي من حيث العدد، حيث يمكنه حشد أكثر من مليون مقاتل عند استدعائه للاحتياط، فضلًا عن تجهيزاته المتطوّرة المرتبطة بالإشراف والتجسس والمراقبة الميدانية.

أما عماد قوَة الحزب المهاجمة فهي قوّة الرضوان، وفيها آلاف المقاتلين. قدّرت جهات إعلامية إسرائيلية سابقًا هؤلاء المقاتلين بخمسة آلاف، لكنّ هذا التقدير عمره سنوات، ومن غير المستبعد أن يكون الحزب قد رفع من أعداد هذه القوة.

وتجتمع في مقاتلي وحدة الرضوان مختلف الاختصاصات العسكرية. بمعنى آخر، كل مقاتل في هذه الوحدة يجيد استخدام السلاح المضاد للدروع، النزول عبر المظلّات، استهداف المروحيّات والطائرات، استخدام الدبابات التي تتم السيطرة عليها، زرع العبوات الناسفة وتفجيرها، استخدام وسائل الإشارة، بالإضافة إلى السير لمسافات طويلة تصل إلى عشرات الكيلومترات.

إلا أنّ العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط استبعد أن يكون قرار المقاومة بتحرير الجليل بحال اجتياح قطاع غزة، مرجّحًا أن تكون منطقة مزارع شبعا هي المعنية بهكذا قرار قبل الجليل بحال اتخاذه.

وفي حديث له مع “الأفضل نيوز”، رأى حطيط أنّ قرار تحرير الجليل ليس بالسهولة التي يتحدث عنها البعض، مشيرًا إلى أنّ رد المقاومة على اجتياح غزة يمكن أن يتراوح ضمن خيارات عدة، كضرب البنية الاستراتيجية لإسرائيل أو استهداف العمق الإسرائيلي أو زيادة المشاغلة العسكرية.

حضّر حزب الله نفسه لحرب جديدة مع إسرائيل منذ عام 2006، وهو يمتلك مقوّمات عدّة لتحقيق مكاسب مختلفة اليوم، لكنّ العبرة لن تكون إلا في الميدان، وبعد مرور وقتٍ كافٍ على انقشاع دخان المعارك، ليس بعد ساعات منها.

المصدر: رأفت حرب – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى