بعد الذي يحصل… مَن يُقنعُ المستوطنينَ بالبقاء في فلسطين؟

صدى وادي التيم-متفرقات/

لإسحاق رابين قول شهير: أتمنى أن أستيقظ يوماً ولا أرى غزة أمام عيني، إنه قائد الجيش الصهيوني سنة 1967، وهو الذي اقتنع بالسلام على أساس الدولتين، وكاد يصل إلى اتفاق مع سوريا فيما عُرِف بوديعة رابين في واشنطن، ثم تم اغتياله وتم نسف عملية السلام من أساسها.

لم ينتبه اسحاق رابين ولا ياسر عرفات ولا أنور السادات ولا الملك حسين ولا كل من نظَّر لما يسمَّى عملية السلام، أن المشروع الغربي والصهيونية توأمان، وأن قيام دولة إسرائيل هو مشروعهما معاً، وخرافة أرض الميعاد مجرد وسيلة للاستيطان اليهودي، الأمر الذي يجعل البنية البشرية لهذه الدولة المصطنعة بنية هشة، قابلة للعطب والهجرة المعاكسة عند أول خطر، حتى ولو كانت كل مستوطنة ترسانة أسلحة، لأنه ليس لدى المستوطن قناعة ولا إيمان بما يدافع عنه، لذلك يزداد التطرف عند الممسكين بالقرار الصهيوني فيحاولون طمأنة المستوطنين بمزيد من قتل الفلسطينيين، ومع ذلك هناك شك كبير في أن يعود غلاف غزة مأهولاً.

أقل من ألف فدائي جعلوا الكيان الصهيوني كسيحاً، عسكرياً ونفسياً لعدة ساعات، وربما ظل كسيحاً إلى الأبد، لولا هذه الهستيريا الغربية من واشنطن إلى كل أوروبا، التي تعمى بصراً وبصيرة عن كل المجازر بحق فلسطين والفلسطينيين، ثم تجحظ عيونهم جميعهم عند أول نقطة دم صهيونية على يدي مقاوم فلسطيني، زحام غريب هذا الذي يجري سباقاً مع الوقت لإعادة النبض للكيان الصهيوني، أساطيل، وبوارج حربية، وجسوراً جوية، وأسلحة نوعية، وقنابل ذكية، وغير ذلك، فقط لطمأنة المستوطنين أنهم محميون من غير حكومتهم، التي لديها التفوق العسكري والتقني والاستخباراتي على الدول الإقليمية كلها مجتمعة، ولها بدون كل هذا الزحام الداعم، قدرة عسكرية تدميرية كبيرة، لكنها لم تعد موضع ثقة مستوطنيها، فكان هذا التنافس الغربي لحمايتهم، كلهم يريدون أن يستثمروا في دماء الفلسطينيين، كلهم يريدون أن يَلِغُوا في هذه الدماء، لعل رسالتهم تصل إلى المستوطن الصهيوني فيشعر بالأمان، وربما أصبح هذا مستحيلاً، لأن كل مولود فلسطيني شهيد والفلسطينيات يتنافسن في عدد شهداء من أنجبن، وهنا مكمن خوف المستوطنين، حيث تنبت الأرض شهداء بدلاً من أي زرع أو نبات، فهل سيقتنع المستوطنون بالبقاء في فلسطين المحتلة وهم يرون أساطيل الإجلاء لغيرهم؟.

 المصدر: د. يوسف الصميلي -الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى