ولىّ زمن “حرب الأيام الستة”!
صدى وادي التيم – متفرقات /
مضى اسبوع على حرب العدو الاسرائيلي على غزة ولم يحقق اهدافه في اجتثاث حركة “حماس” وذراعها العسكرية “كتائب القسام” بل كل ما فعله هو تدمير مدن القطاع وتهجير اهله وسكانه وقد طلب من الذين يقطنون في شماله النزوح الى جنوبه وارسل رئيس الحكومة الصهيونية الدينية المتطرفة بنيامين نتانياهو رسالة الى الامم المتحدة يبلغها بأنه يتوجب على نحو مليون فلسطيني التوجه قسرا الى الجنوب وكان الرد عليه بأن هذه مهمة مستحيلة واحرج بذلك ايضا حليفه وداعمه الاساسي اميركا التي استهجن بعض المسؤولين في ادارتها الطلب الاسرائيلي الذي رفضته “حماس” كما الشعب الفلسطيني الذي ذاق طعم الاقتلاع من ارضه منذ العام 1948 فنزح من فلسطين الى دول الجوار مئات الالاف منهم واستقروا في مخيمات للجوء ولم يعودوا بعد الى وطنهم بالرغم من صدور القرار 194 في العام 1948 عن الامم المتحدة الذي يعطيهم حق العودة ولم يطبق لا سيما من المنظمة الدولية.
واعتاد الكيان الصهيوني الغاصب ان يخوض حروبه ضد الانظمة العربية وجيوشها في ايام عدة كمثل حرب حزيران 1967 التي دامت ستة ايام وبعدها في حرب تشرين 1973 التي امتدت مدة اطول لان الجيشين المصري والسوري باغتا الجيش الاسرائيلي بالحرب وحققا تقدما عليه لكن آلية العمليات العسكرية تغيرت لصالح الدولة العبرية التي انقذتها اميركا من الهزيمة التي كادت ان تقع فيها.
ومنذ ان اخذ الشعب الفلسطيني قرار المقاومة والكفاح المسلح بعد هزيمة حزيران 1967 لم يعد الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر وكان لبنان نموذجا لذلك وتبعته غزة اذ دامت الحرب على لبنان منذ العام 1978 وهو اول اجتياح اسرائيلي له حتى العام 2000 وهو عام التحرير الذي خرج منه الاحتلال الصهيوني دون قيد او شرط، فلم تعد حروبه خاطفة ولا تنتهي باسبوع، ففي العام 2006، دامت الحرب على لبنان 23 يوماً، دون ان يحقق الجيش الاسرائيلي اهدافه التي اقام لها “بنكا”، وكل ما انتهت اليه حربه هي الدمار والقتل والتهجير، يقول قيادي بارز في “حزب الله” الذي يكشف عن ان العدو الاسرائيلي بات “اعمى” في حروبه، فلم تعد استخباراته تعلم حجم القوة للمقاومة، سواء في لبنان او فلسطين، والتي كانت تواجهه باسلحة نوعية لم يكن يتوقع انها بحوزتها، ولا بكميتها، اضافة الى ان العدو كان غافلاً لوجود منصات الصواريخ، ولامكنة مواقع المقاومة، فبدأ ينهزم في كل معركة او حرب يلجأ اليها، وان كليات عسكرية في العالم، بدأت تدرس ظاهرتي المقاومة في لبنان، والان في فلسطين، بعد عملية “طوفان الاقصى”.
فحرب الايام الستة ولت، التي كانت تنتصر فيها اسرائيل على الجيوش العربية، وهذا ما حصل معها في لبنان، والآن في غزة، التي سبق لها ان صمدت 55 يوماً في حرب 2014، وفي هذه الحرب حسبت المقاومة فيها لا سيما “حماس” الى انها ستطول، فاتخذت كل الاحتياطات، وفق مصدر قيادي في “حماس” الذي يؤكد بان حرب غزة ليست “حرب تحريك بل حرب تحرير”، وهي ستنتهي الى نتائج لصالح الشعب الفلسطيني ليس في غزة فقط، بل كل ارض فلسطين التاريخية، لان زمن التنازلات والهزائم ولى فعلاً، وبدأ زمن الانتصارات، وقد تحقق في لبنان عامي 2000 و2006، وفي غزة عام 2005، وهي في هذه الحرب عليها، ستخرج بانتصار اكبر لان اهداف العدو لن تتحقق كمثل دعوته الى سحق “حماس” واجتثاثها من الوجود، او محو غزة، او اقله فرض التهجير على شعبها، وهذا لن يحصل يقول المصدر في “حماس” الذي يكشف عن تحضير مفاجآت في اثناء سير الحرب التي لن تتوقف في فترة زمنية قريبة، بل سيدخل المعركة سلاح جديد، مثل صاروخ “عياش” الذي يصل مداه الى 250 كلم، واستخدمته “حماس” باتجاه صفد، وهي القريبة من الحدود مع لبنان، في رسالة واضحة لقادة العدو بان المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات، بما فيها الدخول البري الى غزة، الذي هدد نتنياهو باللجوء الى هذا الخيار، لكن الادارة الاميركية لجمته، ولم يوافق وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن، بحصول عملية عسكرية برية، لانها ستوسع الحرب، لا سيما من “جبهة لبنان” التي استنفر “حزب الله” قواته العسكرية، استعداداً لاي تطور يحصل في الحرب على غزة، ومنها الاجتياح الاسرائيلي لها، والتي سيقابلها دخول “حزب الله” الى الجليل، وفق وعد سابق للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فتكتمل وحدة الساحات مع تحرك الضفة الغربية، وحصول اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال حيث توزعت مهمات الجيش الذي حشد نحو 200 الف جندي على الجبهة الشمالية مع لبنان، بعد ان تم استدعاء الاحتياط الذي يبلغ عديده 360 الفا، اضافة الى 150 الفا بالخدمة الفعلية، الا ان هذا المخطط بغزو بري لغزة، يلقى معارضة داخل الكيان الصهيوني واميركية ايضا وتحفظ عربي، لان نحو مليوني فلسطيني ستفرض عليهم اسرائيل النزوح، وهو ما تخوف منه ملك الاردن عبدالله، بان يتوجهوا الى الاردن ليكون الوطن البديل.
فالفشل يلاحق نتنياهو عسكرياً بعد اسبوع من الحرب وسياسيا برفض المعارضة الاسرائيلية تشكيل حكومة وحدة وطنية، واميركيا بان الوقت قصير امامه لتغيير المعادلة.
الديار