الحرب البرية تقترب… هل اطاح “طوف/ان الاقصى” بالتطبيع بين السعودية واسرائيل وإلى اين تتجه المنطقة؟

صدى وادي التيم-متفرقات/

لا تزال اسرائيل تحت تأثير الصدمة التي سببتها لها حماس، اذا بدأت بقصف غزة بطريقة جنونية بالصواريخ الفسفورية والتي يمنع استخدامها دولياً.  وبحسب وسائل إعلام اسرائيلية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف قطاع غزة بـ6 آلاف قنبلة تزن 4 آلاف طن، بالإضافة إلى استهداف أكثر من 3600 هدف، منذ إطلاقه عملية “السيوف الحديدية”، يوم السبت الماضي.

وفيما تعاني غزة من حصار على جميع الاصعدة منها حتى الطبية والصحية وعلى صعيد المستلزمات الطبية وسط انقطاع الماء والكهرباء عنها، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نهار امس الى اسرائيل لدعمها على جميع الاصعدة.

ولم يمض وقت قليل على مؤتمره مع نتنياهو حتى قصفت اسرائيل مطارا حلب ودمشق بعد انباء عن قدوم وزير خارجية ايران حسين أمير عبداللهيان الى سوريا. فما اسباب هذه الزيارة؟ وهل اقتربت الحرب بين لبنان واسرائيل؟ وما مصير التطبيع بين السعودية واسرائيل؟ وهل ستؤثر “عملية طوفان الاقصى” على المنطقة وماذا عن الملف الرئاسي اللبناني؟

اسباب زيارة عبد اللهيان

وفي حديث لـ Vdlnews قال المحلل السياسي نضال السبع “أعتقد أن زيارة وزير خارجية ايران حسين أمير عبداللهيان هي في اطار التنسيق وترتيب الجهوزية مع المقاومة لأن حزب الله يبدو انه وضع خطوطا حمراء في هذه المعركة  بعدم تجاوزها بمعنى في حال قامت اسرائيل بعملية برية فإن بحكم المؤكد حزب الله والمحور سيتدخلون في هذه المعركة”.

ولفت إلى أن  “أعتقد أن زيارة عبداللهيان في اطار الدعم السياسي، وبالأمس حاول الاسرائيليون بعد استهداف مطار دمشق وحلب منع هذه الزيارة ولكن توجه الى العراق ومن ثم وصل متأخراً الى بيروت اذا هذه الزيارة هي رسالة دعم سياسي وربما في اطار التنسيق بين محور المقاومة لمواجهة العدوان الاسرائيلي”.

طبول الحرب تقرع

وأكد السبع أن “الاسرائيليين الآن في هذا الوقت قطعوا خطوط التواصل والامداد لحزب الله والايرانيين وفي حوالي 4 و5 ايام تم استهداف قافلة من طائرات مسيرة كانت على معبر البوكمال، وهذه القافلة كانت تحمل أسلحة او بعض المقاتلين، فبالتالي الاسرائيليون اليوم في اطار التمهيد للمعركة والاستمرار فيها ويدفعون باتجاه قطع خطوط الامداد”.

وتابع: “اعتقد ان في المرحلة المقبلة ستتكثف الضربات على سوريا من أجل استهداف كل المطارات ومنع الايرانيين من ايصال الاسلحة وهذا مؤشر اننا كل يوم نقترب من الحرب البرية”.

وأضاف: “أمس نتنياهو بخطابه أعلن بصريح العبارة عن نيته الدخول البري الى قطاع غزة، وهذا ايضا يفتح الباب امام حزب الله في هذه المعركة، فانزلاق الامور في لبنان هو امر اكيد في ظل نية نتنياهوا الذهاب نحو عملية برية في قطاع غزة”.

ما مصير التطبيع بين اسرائيل والسعودية!

شدد على أن “الواضح ان أحدى الصحف الاميركية أعلنت ان السعودية اوقفت المباحثات المتعلقة بالتطبيع والآن نحن أمام موجة خاصة”.

وتابع: “هذا الامر سيدفع السعودية وربما غيرها من الدول الى وقف عمليات التطبيع لانه لا يمكن للسعودية كدولة تحتضن مكة أن تدخل في عمليات التطبيع خاصة في ظل العملية العسكرية الاسرائيلية التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة”.

وأردف: “ليس الوقت الآن للتطبيع والسلام، فالآن كل الامور تدور حول مسار هذه المعركة الاقليمية والى اين سوف تصل”.

كيف ستؤثر “عملية طوفان” على المنطقة

ورأى السبع أن “عملية طوفان الاقصى نقطة تحول في مسار المنطقة بشكل عام، والاسرائيليون على مدى 75 سنة حافظوا على صورة الجيش والاجهزة الامنية بطريقة اسطورية والتي تعرف كل شيء وقادرة على تنفيذ كل شيء، واليوم عملية طوفان الاقصى أظهرت ان هناك سقوط لكل الجيش الاسرائيلي ولكل المنظومة العسكرية”.

وتابع: “موضوع الجدار التي اقامته اسرائيل سواء في جنوب لبنان او في قطاع غزة  وكل هذه المنظومات الاسمنتية عمليا سقطت اليوم في قطاع غزة وظهرت اسرائيل في صورة الضعف”.

وأردف السبع، “سيعمل نتنياهوا جاهدا على استهداف غزة بوتيرة مرتفعة جدا ويقتل العديد من المدنيين ويقول للاسرائيليين نحن سقط لنا 1500 قتيل وها نحن قتلنا 3 آلاف قتيل وسيدفع الجيش بالقيام بعملية عسكرية ليستعيد صورة الجيش وربما ايضا يدفع الاجهزة الامنية العسكرية لتنفيذ عمليات اغتيال لاستعادة الصورة التي سقطت في طوفان الاقصى، مضيفاً، “اعتقد ان إسرائيل سقطت بطوفان الاقصى واصبحت اما تحدي وجودي في هذه المنطقة”.

وسأل السبع: “هل فعلا سوف تستمر اسارائيل لـ70 سنة مقبلة في ظل تغير هذه المعادلات “؟

أين اصبح الملف الرئاسي في ظل هذه المعارك؟

كشف السبع انه “في هذه الاوقات لا احد يتحدث عن الملف الرئاسي ولكن بعد انتهاء المعركة لا شك انها ستلقي بظلالها على لبنان وبالتأكيد في نهاية المطاف سيكون هناك تدخل دولي على المستوى السياسي فربما في احدى الترتيبات المقبلة يكون لبنان جزء من هذه الترتيبات ويحصل تغير في الملف الرئاسي ولكن الامر الاكيد ان معركة قطاع غزة ستلقي بظلالها سياسيا على الملف الرئاسي في لبنان”.

في الختام، هل لبنان مستعد لهذه الحرب؟ وهل زيارة وزير خارجية ايران الأمير عبداللهيان اعطت حزب الله الضوء الاخضر لتحرك؟  تبقى الساعات القليلة خير دليل عما ينتظرنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى