“اليونيفيل” تُفعّلُ “إنذارَ الحرب”..؟

صدى وادي التيم-لبنانيات/

أدت التطورات العسكرية الجارية في غزّة على رأسها معركة “طوفان الأقصى” إلى تعديل جذري في الأولويات السياسية المحلية، فتراجع الاهتمام بالملف الرئاسي لمصلحة مراقبة تطورات الجبهة الجنوبية، بالاضافة إلى بدء الحديث عن تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال مواكبة لاي مستجد قد يحصل.

وعلم موقع “الأفضل نيوز” أن اتصالات رسمية قد بدأت، بين الأركان الذين تتألف منهم حكومة تصريف الأعمال، من أجل الاتفاق على عقد جلسة لمتابعة تطورات ما يحصل والاتفاق أيضاً على مجموعة من النقاط، وإصدار موقف رسمي حيال ما يجري في فلسطين. وبحسب المعطيات، جرت اتصالات مع قياديين في التيار الوطني الحر لحثهم على المشاركة في الجلسة التي سيوضع على جدول أعمالها بند وحيد وهو مواكبة ما يجري من تطورات.

على هذا الصعيد فقد علمنا بأن لبنان الرسمي يعاني من مأزق جديد يتمثل بغياب ضابط الارتباط المولج بتنسيق العلاقات مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، والذي يمثل خط الاتصال العسكري بين الجانبين اللبناني والدولي، نتيجة إحالة العميد منير شحادة إلى التقاعد وعدم اتخاذ الحكومة قراراً بتكليف (أو تعيين) ضابط آخر. وطوال الساعات الماضية، كان التواصل محصوراً بين القائد العام للقوات الدولية الجنرال أرالدو لازارو، ورئاسة الحكومة من جهة، وقيادة الجيش من جهة أخرى، بخاصة لمواكبة ما حصل من تطورات عند الحدود مع فلسطين المحتلة، على إثر عملية المقاومة التي تبنتها سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي رفيع المستوى واستشهاد مقاومين، وأيضاً بالنسبة لـ”الحادث الاستثنائي” بحسب المصادر الأمنية، المتمثل بإقدام إسرائيل على قصف “نقاط علنية” لحزب الله موقعةً 3 شهداء أعلن عنهم الحزب.

وفي ضوء هذه التطورات، علم موقع “الأفضل نيوز” أن دوريات اليونيفيل غابت بعيد أحداث يوم أمس عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان، وذلك يعود لتطبيق قوات اليونيفيل “بروتوكولا” يجري تفعيله في حالات الخطر، وينص على التزام سائر القوات مواقعهم عند حصول احتكاك عسكري كبير كمثل ما حدث نهار أمس، أو في أوضاع الحرب. ويبدو أن “اليونيفيل” عملياً، قد فعل “تحذير الحرب” لديه بناء على ما سبق، ويتعامل مع الأوضاع الجارية وفق هذا التوصيف.  وشهد الجنوب اليوم دوريات محدودة للقوات الدولية لاسيما عند القطاع الشرقي.

على صعيد آخر، فقد عُلِم أن الجيش اللبناني ما زال يقوم بدوريات على طول الحدود، ويزيد من جهوزية أفراده. وقد قطع إجازات عسكريّيه بشكل يترافق مع التطورات الاستثنائية الحاصلة، فيما وضع قواته على درجة عالية من التأهب على طول الحدود، لاسيما عند ما يسمى بـ”نقاط الاشتباك التقليدية”.

وأما على المستوى السياسي فما زالت الجهات الرسمية في بيروت تتلقى رسائل تحذير غربية من مغبة ما يسمى “انخراط حزب الله في ما يجري داخل فلسطين”،وأحدثها ما نسب إلى الفرنسيين من أنهم نقلوا رسالة إسرائيلية تضمنت تهديداً بانضمام القوات الأميركية إلى أي قتال قد يحصل، في إشارة منهم إلى محاولة ردع حزب الله عن القيام بأي مهمة.

غير أن تصرفات المقاومة على الأرض، لاسيما الرد الأولي على إقدام العدو على قتل عناصرها،قد مَثَّل أفضل رد على الرسائل الإسرائيلية.

ولعل سكوت قيادة المقاومة اللبنانية وترقّبها للأحداث واكتفاءها بالقول أنها ليست محايدةً يبقي العدو الصهيوني في حالة قلق دائم واستنفار على طول الحدود، ويفرغ مستوطنات الجليل الأعلى من ساكنيها ويزيد من إرباك الجميع في الداخل الإسرائيلي، وإذا كانت بداية الحرب قد اتسمت بالمباغتة أو اعتماد عنصر المفاجأة للعدو وأثمرت إنجازات كبيرة غير متوقعة وغير مسبوقة، فإن تطورات هذه الحرب قد تحمل الكثير من المفاجآت وهذا ما يخشاه العدو ويقض مضاجع المستوطنين في شمال فلسطين…

المصدر: عبدالله قمح – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى