عين الحلوة بين “اللاحرب واللاسلم”

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

فرز ونزوح طوعي

يعتبر مسؤول فلسطيني مخضرم أن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة هو الأخطر منذ سنوات، فالاتفاقات الفلسطينية – الفلسطينية المدعومة لبنانياً تسير بحذر وسط حقول من الألغام والتعقيدات، فيما يجري العمل على تفكيكها الواحدة تلو الأخرى لمنع انفجار أي منها والعودة إلى نقطة الصفر.

عين الحلوة في نظر أبنائه يعيش اليوم بين معادلتين: لا حرب… ولا سلم، لا اطمئنان… ولا انفجار، فمسار معالجة تداعيات الاشتباكات بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» منذ شهرين ويومين، يمرّ في مراحل عدة وفق بنود هذه المعالجة، ويحتاج إلى وقت لبلسمة الجراح وتنفيس الاحتقان، ولكنّ صبر الناس بدأ ينفد بعدما توزعوا بين نازح في ملجأ أو مدرسة أو لدى قريب أو مستأجر.

الخطير وفق المسؤول الفلسطيني ذاته، حالة المراوحة التي يشهدها المخيم وأبناؤه في عدم شعورهم بالاطمئنان أو الاستقرار ويقول «مجرّد جولة ميدانية في أرجاء المخيم تكفي لتشعر بذلك بوضوح، والحديث هنا ليس عن تكريس المربّعات الأمنية أو الفرز السياسي أو التقسيم وفق الانتماء، بل عن النتيجة التي تؤدّي إلى النزوح الطوعي – بدلاً من القسري، وليس ترك المنازل والأحياء فقط، بل والمخيّم برمّته من دون الحاجة إلى أي اشتباك جديد»، مؤكّداً أنّ كيفية التعامل مع جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي تبقى التحدّي الفاصل، خاصة بعد الإجماع على تسليم المشتبه فيهم إلى العدالة اللبنانية.

وتقول مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» إن القوى السياسية تدرك أنها تواجه كل هذه التحديات معاً، تحاول تقسيمها وفق الأولويات، وتواجه اليوم أحد التّحدّيات في نشر القوة الأمنية المشتركة في حي «حطين» جنوب المخيم، بعد نجاحها في التموضع أمام مدارس «الأونروا» في شمال المخيم وتحديداً في منطقة الطوارئ – بستان القدس – الشارع الفوقاني، حيث عقد اجتماع مهم بين قائدها اللواء محمود العجوري ولجنة حطين للاتفاق على أماكن انتشار القوة وتموضعها، بعد الخلاف عليه سواء في الكنايات أم حي السينما أم سواهما.

كانت توقّعات القوى الفلسطينية أن يتمّ نقل طلاب المدارس الأربع «بيسان، الناقورة، صفد والسموع» في المجمع التربوي الأول الواقع بين الطوارئ – الشارع الفوقاني، إلى المدارس الأربع الأخرى «مرج بن عامر، حطين، الفالوجة وقبية»، في المجمع التربوي الثاني واعتماد دوام الفترتين، لكن الوضع الأمني الهش واستمرار إقفال الطرقات ونصب الدشم والمتاريس ورفع الشوادر خيّب الآمال.

ولم يتوقف عند هذا الحدّ، إذ ما زالت «الأونروا» تعلّق جميع خدماتها في المخيّم باستثناء رفع النفايات، ولم تفتح عياداتها الصحية ولا مكاتبها الإدارية ولا مراكزها الاجتماعية والخدماتية، لأن تقاريرها تؤكد أن الوضع ما زال هشّاً وقابلاً للاشتعال في أي لحظة، في ما يعلّق أبناء المخيم طموحات على عودتها كونها مؤشّراً رئيسياً للاطمئنان.

وعلمت «نداء الوطن» أن المديرة العامة لـ»الأونروا» في لبنان دوروثي كلاوس ستعقد اجتماعاً موسّعاً ظهر اليوم في مكتب مدير «الأونروا» في صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، مع «اللجان الشعبية الفلسطينية» لوضعهم في خطوات الوكالة للمرحلة المقبلة وخاصة لجهة الخطة التربوية البديلة لنقل طلاب المخيم إلى مدارس صيدا المجاورة، وموعد استلام مدارس «الأونروا» على ضوء الاجتماع الذي عقدته مع الجيش اللبناني للتنسيق في خطوة دخول فريق من خبراء الألغام إليها، فضلاً عن استئناف العمل في المراكز والمكاتب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!