مخاطر النزوح.. دمج والغاء والهدف تغيير ديمغرافي؟

صدى وادي التيم-لبنانيات/

في ظلّ التهديد الوجودي الذي يشكّله النزوح السوري الى لبنان مع استمرار “تسونامي” تدفق المتسللين عبر الحدود غير الشرعية، والمحاولات الفاشلة لوقف النزيف البشري من سوريا وارتفاع الاصوات الداخلية المندّدة به، يظهر لبنان كدولة مهشّمة مشلولة الى حدّ عدم القدرة على اتخاذ القرارات وتطبيقها، وعجز فاضح في التعامل مع ملف النزوح الشائك والمعقد، وجلّ ما يستطيعه أهل السياسة هو إرسال إشارات الاستغاثة والنجدة من غرق الساحة اللبنانية بالأعداد المهولة من العائلات السورية التي تستنزف البنى التحتية مع دعم كامل من الجهات الدولية التي تمدّهم بأسباب الصمود والبقاء على غير أرضهم.

وتحذّر مصادر سياسية عبر “ليبانون فايلز” من عمليات “ترانسفير” منظّمة او ما يشبه الإبادة للشعب اللبناني من خلال تذويبه في المدى المتوسط والبعيد (بعض الدراسات تشير الى عشر سنوات) وتحويل مجتمعه الى “أقليّة” في صلب مجتمع آخر إلتهم هويته وكينونته، وليس مبالغة القول ان الديمغرافيا اللبنانية قابلة للتغيير بشكل سريع، والسبب الأساس هو عمليات الهجرة الكبيرة التي يشهدها المجتمع اللبناني في ظل الازمة المعيشية للبحث عن فرص عمل بعد انهيار الاقتصاد لا سيّما من فئة الشباب، مقابل دخول آلاف الشباب السوري الذي يستغلّ السوق اللبناني للعمل والانتاج.

وتشير المصادر عينها الى أن عدم تجاوب المجتمع الدولي مع المطالب اللبنانية المتكرّرة وإلحاحه على دعم الوجود السوري وحمايته، مع الحديث عن عودة عدد من المنظّمات غير الحكومية إلى التحرّك في الشمال والبقاع لتخويف النازحين من العودة بما يشبه التحدي لقرارات الدولة اللبنانية، إنّما أهدافه كامنة منها استهداف بيئة طائفية معينة وإحداث خلل في تركيبة المجتمع اللبناني من خلال زيادة أعداد النازحين وتوزّعهم بعد دمج الملايين منهم داخله، وتضيف المصادر انه وبالرغم من ان هذه النظرية قد تبدو للوهلة الاولى غير قابلة للتحقيق وبعيدة المنال، الا ان الرهان قائم على تحلل الدولة ومؤسساتها والمماطلة وتمييع المطالب.

من جهة اخرى، فإن البلد الأم (سوريا) لا تريد أو على الأقل لا تطالب باسترجاعهم وتشترط رفع العقوبات وتعويضات مالية تضمن تأمين عودتهم الى الاحياء والمدن المدمرة، مع اتباع سياسة غضّ الطرف عن الاجتياح اليومي للداخلين خلسة، زاحفين بأعداد كبيرة من شرق سوريا تحديدا فيما يبدو العراق أقرب اليهم من الحدود اللبنانية، ولا يستبعد ان ترحيلهم يهدف الى تخفيف ضغط الاستهلاك عن مجتمع يتهاوى مع ارتفاع اسعار المشتقات النفطية واستفحال الغلاء على أبواب الشتاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى