من مفاجآت متحف “شظايا” قذيفة الهاون اصبحت وردة

صدى وادي التيم-لبنانيات/

هل تصدقون؟ منبر الحفل من شظايا القنابل، قذيفة “هاون 82” تجسّد الميكرفون! “صاروخ “”جلخ” مع قفازين لفتح الباب، أرزة وعلم لبنان من الصواريخ… كل هذا في افتتاح وزير الثقافة لمتحف “شظايا” النادر في جبل لبنان.

في هذا المكان كل شيء مختلف!

هنا تمسي الرصاصة الحارقة الخارقة قطعة أثرية فريدة،  القذيفة اللعينة وردة معبّرة! والصاروخ القاتل ثمثالاً متعدد الجماليات والأوجه الجمالية….

هنا دفنت أدوات الدمار والخراب تحت الأرض إلى غير رجعة!

تقرير خاص حول افتتاح متحف “شظايا”  (تصوير: حسن عقيل، مونتاج علي سليم)

انتقام ” على طريقته” من الحرب!

في متحف شارل نصّار “شظايا” قد تختلط عليك الأمور، تصاب بالقشعريرة، وكأنك انتقمت من الحرب، ومن صانعيها، من المفتنين، الطامعين، المحتلين، الإرهابيين، أعداء الإنسانية من نظرة ثاقبة مباشرة واحدة.

الرجل دأب على عمله مدى سنين فطمس كل القطع التي تمتّ للنار والبارود بصلة ، فاستحالت  جمالياتٍ على تهايا تحف وتمائيل ولوحات “تكاد أن تنطق “من فرط الدقة التي صاغتها  أنامله!

ولنعد إلى جمالية المكان، حديقة غنّاء سمّاها نصّار وعائلته “البستان”،  تزينها مجسمات ضخمة،فلاحون، صيادون،حيوانات،سيارات،سكة قطار،مشهديات الضيعة من “الكركة” إلى التنور والصاج وقطف العنب والعريش…  والأهم من ذلك جسر حديدي ضخم  متوّج ساعة يلاقي نخلتين باسقتين يمكن لمن يعتليه مشاهدة الجبال والوديان الساحقة في منطقة الشوف اللبنانية.

وإلى الطريق الرئيسي العام، دلف نصّار بجمالياته وقطعه الفنية الضخمة، أرزة لبنان،  عربات خيل، مجسمات لمواقف سيارات، مشهديات  بديعة ملونة….

رسائل لمن يريد التفتيت: لبنان صعب المنال!

في مدخل الكهف، نشاهد منمنات حديدة راقية ، جدارية من قفير نحل،  طائر وبريد على مدخل منزل،  سجاد وطاولات من البراغي و”العزقات” ! مرايا وأجران حديدية غريبة، ولوحة مميزة من أقفال منازل انفجار مرفأ بيروت.

والحديث عن الكهف يطول وهذا ما ستشاهدونه على متن التقرير وسترونه في الفيديو والصور المرفقة.

موسيقى عبر آلة الحرب!

رغم الحروب والاعتداءات الإسرائيلية والتكفيرية على لبنان و في آتون الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يرزح لها اللبنانيون، أصرّ نصّار على العمل ووصل الليل بالنهار، كي يجترح مآثر فنية، ليس هذا فحسب…

عودة إلى موطنه

ابن بلدة رمحالا (جبل لبنان – قضاء عاليه) “دجّن”  بقايا القذائف والصواريخ والعبوات الناسفة ليجعلها قطعاً فنية ساحرة ولافتة، الرجل لم يشأ مبارحة بلدته، فعاد إليها مستذكراً لحظات الطفولة الأولى، ومندرجاتها في منزل جدته، وقد ينعقد اللسان بالفعل، فنصّار دأب على توزيع ما طوّعته يداه بشكلٍ هندسي جماليّ.

فضلاً عن الحديقة المطلة على وديان وتلال الشوف، لجأ نصّار إلى مغارة في الجبل كان أجداده يستقون منها الماء، فأكمل حفرها على شكل نفق U واضعاً فيها قطعه الحربية المتهشمة على شكل منحوتات وتحف فنية.

وزير الثقافة اللبناني حريص على حضور كافة المناسبات

زيارة وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، لافتتاح المتحف، لاقت حضوراً جماهيرياً حاشداً، بسبب فرادة ما يقدّمه نصّار، وكذلك في تعبير عن محبة اللبنانيين للوزير الفاعل الذي لا يكل ولا يملّ، ويكاد يكون من أهم الوزراء الذي تولوا حقيبة الثقافة في لبنان.

فالمرتضى لا يترك مناسبة إلا ويكون راعيها، وهو الحاضر شخصياً لافتتاح المشاريع والفعاليات.

تظاهرة شعبية معبّرة

في بلدة الموسيقار والفنان الراحل سمير يزبك ازدهت الساحات والطرق العامة باليافطات المرحبة بالوزير، واصطفت الهيئات وفي حضور حشد من الفاعليات السياسية وممثلي نواب القضاء ومجالس البلديات والشخصيات الثقافية والهيئات والروابط الاجتماعية، فضلاً عن مشاركة النائب سيزار أبي خليل من كتلة “لبنان القوي”، إلى جانب شارل نصّار وعقيلته الفنانة والرائدة في عالم الموسيقى ماري آنج لاستقبال الضيوف.

تقرير خاص حول افتتاح متحف “شظايا”  (تصوير: حسن عقيل، مونتاج علي سليم)

المصدر: الميادين نت

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى