جمال كمال القرى توقع كتابها “العلاقات الروسية الشرق أوسطية” في راشيا بدعوة من نادي خريجي الجامعات الروسية
صدى وادي التيم – أخبار وادي التيم /
نظم نادي خرّيجي الجامعات والمعاهد الروسية والناطقة باللغة الروسية في لبنان، ندوة حوارية ومناقشة كتاب “العلاقات الروسية الشرق أوسطية – وثائق دبلوماسيين ومستشرقين ومؤرخين روس” الصادر عن دار سائر المشرق2023″ للكاتبة جمال كمال القرى البتلوني. تحدث فيها عضو حلقة الحوار الثقافي في لبنان الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية الدكتور سعد كموني، مدير عام تعاونية موظفي الدولة الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية الدكتور يحيى خميس، وأدارها وقدم لها نائب رئيس نادي خريجي الجامعات والمعاهد الروسية الدكتور سامر حرب، وأقيمت في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، بحضور الملحق الثقافي في السفارة الروسية في لبنان اندريه دفورنيكوف، رئيس نادي خريجي الجامعات والمعاهد الروسية الدكتور مروان مصطفى، نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني الاستاذ وهبي ابو فاعور، عميد كلية الٱداب في الجامعة اللبنانية السابق الدكتور محمد توفيق ابو علي، مدير الطرق والمباني في وزارة الأشغال المهندس حسام يوسف، عضو المجلس المذهبي الدرزي الاستاذ علي فايق، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في التقدمي عارف ابو منصور، وعضوي مجلس قيادة الحزب السابقين الدكتور مروان أبو لطيف والدكتور شوقي أبو محمود، مدير مكتب النائب وائل أبو فاعور علي اسماعيل، رئيس مجلس إدارة مستشفى راشيا الحكومي الدكتور حسن الخوير، رئيس فرع تعاونية موظفي الدوله في البقاع نزيه حمود، رئيس مكتب الضمان الاجتماعي الأستاذ فادي ابو صمصم، منفذ عام الحزب القومي في راشيا خالد ريدان، منسق “التيار الوطني الحر” في راشيا مخايل متّى، رئيس جمعية آفاق احمد ثابت، اطباء ومحامين ومهندسين من خريجي الجامعات والمعاهد الروسية، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات.
حرب
استهل الدكتور حرب كلامه بحديث للمعلم الشهيد كمال جنبلاط، وصف فيه الشعب الروسي بالشعب المتصوف في كتابه ” فلسفة العقل المتخطي”، والتي عبر عنها الشعب بما يسمونها “الرسولية أو نظرية انقاذ العالم”، وقال: “نحن خريجو تلك البلاد الشاسعة الكريمة، نؤكد نظرية الشهيد كمال جنبلاط فروسيا السوفياتية انقذت العالم وحاولت انقاذه عندما ساندت حركات التحرر وناصرت المظلومين، وعلمت الآلاف من الفقراء، ونحن اليوم نشكرها ونشكر الشعب الروسي العظيم”.
كموني
وقال الدكتور كموني في مداخلته: “إن عمل الدكتورة جمال، ليس مجرد نقلٍ للوثائق والمستندات إلى اللغة العربيّة، بل أكثر من ذلك، عملت على تبييء هذه الوثائق أولا في الثقافة الروسية، فقدمت لنا تطور المشهد الثقافيّ الروسيّ من التأسيس إلى هذا اليوم، وذاك ليكون هذا المشهد في نموّه بمثابة الصراط الذي يُستأنسُ بمساره في تنامينا النضالي التقدّمي، فلا نكون مستلبين حضارياً للروس، ولا لغير الروس، بل نكون مستفيدين من معرفة نجاحات الآخرين وتعثراتهم، “فما الليث سوى عدّة خرافٍ مهضومة” كما يقول بْول فاليري.
يشكّل هذا الكتاب الثري بموسوعيته، منارة انفتاحٍ معرفيّ يخرج بنا على التقوقع والانزواء في هذا العالم المتداخل، يجعلنا تواقين لأن نلاقي الذكاء الاصطناعي بما يمكّننا من التعامل معه بذكاء طبيعي متحفّزٍ للتجاوز دائما، كي نفهم الجديد ونجدد أنفسنا ونظرتنا للحياة .
من هنا تأتي أهميةُ هذا الكتاب من أهمية الكتابة ذاتها؛ فهي التي تجعل الأفراد والأمم عصيةً على الفناء. وهي التي تمكن الأجيال المتلاحقةَ من تجاوز ركوداتها الراهنة، فقد أثبتت في كتابها أن صناعة التاريخ تبدأ من فهم الماضي كرمى للمستقبل ، وكما يقول الشاعر رسول حمزاتوف:” من يطلق رصاصة على ماضيه يطلق المستقبلُ عليه مدافعه”.
خميس
وقال الدكتور خميس: “تقدم الدكتورة والباحثة جمال القرى في كتابها قراءة مفصلة وغنية لسياسات الإمبراطورية الروسية وعلاقاتها الدينية والثقافية، والدبلوماسية التي ربطتها بالشرق الأوسط بين أواسط القرن الثامن عشر والعقد الثاني من القرن العشرين، وتستند الكاتبة الى عشرات المراجع والنصوص المؤرخة لتلك المرحلة التاريخية، ومنها وثائق لم تنشر سابقا، أغنت الكتاب وجعلت منه مساهمة جديدة وفريدة لذوي الاهتمام وللمكتبتين الروسية والعربية”.
واستعرض خميس اقسام الكتاب الخمسة بدراسة نقدية تصدت لعناوينه برؤية نقدية كشفت القيم المعرفية وأبعادها ليصل من خلالها الى استنتاجات مستندة الى تجربته الروسية ووعيه ثقافه تلك البلاد. ورأى أن “الطابع والطبيعة والروح الشرقية تغلب على الشعب الروسي لأسباب عدة منها: العادات والتقاليد والصفات كالتمسك بالعائلة واحترام الكبار واحترام الأخر والكرم والتسامح”.
واستذكر خميس ما قاله المعلم الشهيد كمال جنبلاط عن الشعب الروسي في كتابه ” فلسفة العقل المتخطي ” وعرض لاهم ما قاله بعض الكتاب الكبار، ثم قدم عرضا مختصرا لمضمون الأقسام، مركزا على تفاعل الثقافات الشرقية -الروسية- الغربية في تجديد اللغة الروسية على يد المؤرخ والرحالة كارفرين الذي طور ما كان قد بدأه لومونسفاني في القرن الثالث عشر. وتحدث عن تقترب مدهش في بناء اللغتين العربية والروسية، خصوصا في النحو.
جمال القرى البتلوني
من جهتها، اشارت مؤلفة الكتاب الدكتورة جمال القرى البتلوني الى أن “هذا الشرق، الذي كان قِبلة لتدخّل دول الغرب والدولة الروسية فيه، لا يزال يتمتّع بهذه الخاصيّة المركزية ولو اختلفت أهداف هذا التدخّل عن ذي قبل. فهل يمكن القول أن الدول الغربية وروسيا تتدخّل اليوم في القرن الحادي والعشرين لحماية الأقليات الطائفية في الشرق؟ لا بد أن هناك أهدافاً أكبر واعمق من ذلك بكثير، فتطور المجتمعات ونشوء دول مستقلّة ولو إسمياً يرتّب تغييراً في رسم بنك الأهداف والاستراتيجيات”.
اضافت: “لقد قدمت وثائق وتقارير الدبلوماسيين الروس تفاصيل عن الحياة اليومية لمجتمع الشرق ولتفاعلاته مع الأحداث الكبرى التي كانت تجتاح المنطقة، مع تسجيل انعكاساتها على مجرى السياسات والتحالفات، كما لحظت تغيير الوعي لدى الطبقات الاجتماعية المختلفة وبروز قوى دينية وسياسية ومجتمعية فاعلة، لعبت حينها دوراً أساسياً، تطوّر مع الزمن، ليجد اليوم له جذوره في تلك المرحلة. وكذلك، أرّخت البعثات الدينية الروسية الحياة والنشاطات الدينية في سوريا ولبنان وفلسطين وتطرّقت إلى عمل الإرساليات التبشيرية الغربية. ويضيء هذا الكتاب أيضاً على جوانب مخفية من الاستشراق الروسي الذي لعب دوراً فاعلاً في توسّع الإمبراطورية من جهة، وفي تقديم فهمٍ جديد للمجتمعات الشرقية من جهة أخرى. كما أن هذا الاستشراق يبيّن نظرته المتباينة عن الاستتشراق الغربي بالنسبة إلى الشرق، فغالبية المستشرقين الروس أظهروا في أعمالهم تعاطفاً مع الشرق، وفنّدوا الإنجازات الأدبية والعلمية العربية والإسلامية منذ ما قبل القرون الوسطى، وقيّموها عالياً. أما عن التفاعل الثقافي بين روسيا والشرق، فيقدّم الكتاب دراسات مقارٍنة عن أعمال أهم الكتّاب الروس المتعلّقة بالشرق، مع الإضاءة على جوانب التفاعل والتأثيرات المتبادلة، ودور الشرق في بلورة الهويّة الثقافية الروسية. إن أبحاث المؤرّخين الروس، وجلّها أُنجز في القرن الحادي والعشرين، تتضمّن دراسات نقدية ومقارِنة، تطال جذور علاقة روسيا السياسة بالشرق، وتتناولها أحياناً بكثيرٍ من الموضوعية والنقد.
فهذا الكتاب، هو وثيقة تاريخية لدراسة التفاعل الروسي – الشرق أوسطي من وجهة نظرٍ دبلوماسية وأكاديمية وبحثية وعلمية واستشراقيةٍ وتأريخيةٍ روسيّة، تتيح لنا النظر إلى أنفسنا وإلى العالم المحيط بنا في محاولةٍ لفتح نقاشات وحوارات تقرّب بين الثقافات لتحلّ محل الصراعات والحروب. وهو من دون شك بحاجةٍ لمراجعة من قِبل اختصاصيين في الشأن، إذ يعرض توليفة من آراء الباحثين الروس حول الشرق، التي لم تخلُ من التباين فيما بينها. وهذا يلقي الضوء على الحيوية التي يتمتع بها المجتمع الثقافي والعلمي والاستشراقي الروسي، ما يجعله على نفس أهمية المجتمعات الغربية، إن لم يفقها أحياناً”.
ثم وقّعت الكاتبة مؤلفها للحضور.
عارف مغامس