لبنان على أبواب استقبال طفرة ثانية من النزوح السوري
صدى وادي التيم-لبنانيات/
في خضم الأزمات التي يواجهها لبنان يبقى النزوح السوري وما يشكّله من تحدّ على جميع الأصعدة الاجتماعية والإقتصادية والأمنية، الملف الأكثر خطورة وتعقيدا، فالاستقرار الهش ممسوك بإمكانيات متواضعة مع تراجع التجهيزات اللوجستية وتدهور الموارد المتاحة للاجهزة الامنية كافة، يقابله عناوين داخلية متفجرة تهدد الأمن الاجتماعي.
وفي الواقع هناك تطور ايجابي، وهو تصريح مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري منذ أيام، من أن الجهات الدولية المعنية سلّمت لبنان من دون شروط مسبقة “داتا المعلومات” التي لديها حول النازحين السوريين المتواجدين على الاراضي اللبنانية، وايضا هي خطوة مهمة كون هذه المعلومات تمكن الأجهزة المعنية من وضع عينها داخل المجتمع السوري في لبنان وتكشف الى حدّ معقول حركة الافراد وجوانب اخرى متعلقة بهم.
وفي مقابل الدلالات الخطرة لانتقال منفّذ التفجير الإرهابي في السيدة زينب بدمشق، الى لبنان والاختباء في الضاحية الجنوبية لبيروت، يلفت مصدر أمني لـ “ليبانون فايلز” ان مستجدا طرأ على سير الأحداث السورية، وفي حين ان لبنان يتعامل مع رقم مليوني نازح سوري على أراضيه، وأنه يمثل سقف أعداد النازحين، وعلى أنه رقم قابل للتضاؤل كون الهدوء عاد إلى سوريا، وعليه صار من الممكن تنظيم عودتهم، برزت مخاوف جدية بحسب المصدر عينه، من دخول لبنان الى مرحلة جديدة تتمثّل ببدء الطفرة الثانية من النزوح السوري مع عودة الإحتجاجات الشعبية إلى منطقتَي درعا والسويداء، وأيضاً هروب فئة كبيرة من السوريين تحت ضغط العوز المالي، اذ تشير التقديرات أن نسبة عالية من الشعب السوري، وصلت إلى ما دون خط الفقر نتيجة تعاظم وتيرة الغلاء وانهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، ووجود معلومات تفيد بأن عناصر “داعش” تستغلّ طفرة النزوح السوري الجديدة والحالية إلى لبنان، وتدسّ بين صفوفها مجموعات من خلاياها.
وفي هذا الإطار، يرى المصدر الأمني ان لبنان يقف حاليا أمام منعطف خطير مع توقعات لموجة جديدة من النزوح تتمثل بزحف مئات الآلاف منهم مع عودة التوترات الأمنية في سوريا، وعليه ان يجهز خطة لكيفية التعاطي مع هؤلاء، في ظل حكومة تصريف أعمال ووضع اقتصادي يزداد انهيارا وآخر سياسي غير مستقر.