صلاحيات اليونيفيل: الخارج لتعزيزها ولبنان للتقليص

صدى وادي التيم-لبنانيات/

يواصل لبنان الرسمي مساعيه من أجل اعادة صلاحيات اليونيفيل الى صيغتها الاولى الاساسية، وذلك مع اقتراب استحقاق التجديد لها في نهاية آب الجاري. وقبيل توجه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى نيويورك ليتابع من كثب سير الملف في دوائر مجلس الامن، ولاجراء اتصالاته عن قرب، مع الدول المعنية، كانت مناشدة لبنانية متجددة، سمعها مباشرة قائد القوات الدولية في لبنان، بإبقاء التعاون قائما بين الجيش اللبناني واليونيفيل في الميدان، أي ان يترافق الطرفان في الدوريات والتحركات على الارض، وذلك خلافا للصلاحيات التي أعطيت العام الماضي لليونيفيل بالتحرك منفردة جنوبا.

فقد التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة الاثنين، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو بحضور منسق الحكومة لدى قوات اليونيفيل العميد منير شحاده، وجرى البحث في عمل القوة الدولية في الجنوب بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني. وتم التطرق خلال اللقاء، الى موضوع تمديد مجلس الامن الدولي لليونيفيل نهاية الشهر الحالي. وإذ شدد سليم على تمسك لبنان بالقرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701، لفت الى أهمية الحفاظ على الاستقرار في الجنوب في ظل التعاون الوثيق بين الجيش والقوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، وفي هذا الإطار تمنى وزير الدفاع أن يؤخذ بالإقتراح اللبناني لجهة التنسيق بين قوات اليونيفيل والحكومة في ما يتعلق بتحرك اليونيفيل في منطقة عملياتها… كما استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة اللواء لازارو، وتناول البحث علاقات التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني.

بحسب ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”، فإن بيروت تفضّل تعديل التعديل الذي أُدخل على مهام اليونيفيل ابان التمديد لها العام الماضي، وتعتبر ان تحرّك الجيش واليونيفيل معا، أفضل ومريحٌ أكثر للبنان وللقوات الدولية في آن معا. فهذه المعادلة تخفف من احتمالات حصول اشكالات او حوادث غير مرغوب فيها، بين اليونيفيل والاهالي، كما حصل مع الكتيبة الايرلندية مثلا. اي وجود الطرفين مع بعضهما البعض، “أخف وجعة راس” للبنان الرسمي.

لكن بحسب المصادر، لا تزال الدول المعنية بصياغة القرار وابرزها فرنسا، ومعها ايضا الولايات المتحدة وبريطانيا، تصرّ على عدم الأخذ بالمطلب اللبناني وعلى ترك هامش التحرك واسعا للقوات الدولية. فالمشكلة في رأي هذه العواصم، هي في انعدام هيبة الدولة في المناطق الجنوبية، وفي خروجها عن نفوذها، لتقع تحت نفوذ الدويلة. ولذا تتكرر الحوادث الدامية “المسلحة” فيها التي تتعرض لها اليونيفيل لكن ايضا معارضين للثنائي الشيعي، ولذا ايضا، نرى ان ثمة صواريخ تطلق بين الحين والآخر منها، الى الاراضي المحتلة في خرق للقرار 1701. وهذه الاسباب كلها، تعزز اصرار الدول الكبرى على تعزيز صلاحيات اليونيفيل لا تقليصها.

حتى اللحظة، لبنان الرسمي يبدو عاجزا عن تحقيق مبتغاه في مجلس الامن.. لكن هل يتبدّل شيء ما بعد انتقال بوحبيب الى نيويورك؟ الجواب لن يتأخر، وسيقطع الشكوك باليقين، تختم المصادر.

المصدر: لارا يزبك – المركزية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!