إسرائيل تفاوض لبنان عن خيمة المزارع عبر الإعلام
صدى وادي التيم-لبنانيات/
بدأت إسرائيل «مفاوضات» عبر الإعلام مع لبنان، من جانب واحد، في مسعى منها لإزالة الخيمة التي نصبتها المق/اومة في منطقة مزارع شبعا، عبر الحديث عن إمكان مقايضة نزعها بالبحث في نقاط يتحفّظ عنها لبنان على طول الحدود، شرط أن تزال الخيمة أولاً، ومن دون ربط ذلك بأيّ خطوة تفاوضية أو تنفيذية تلي الإزالة.
ويأتي «العرض» الإسرائيلي بعد أسابيع من قطع «المفاوضات غير المباشرة»، ويقصد بها رسائل إسرائيلية وردت الى لبنان تضمّنت تهديدات بضرورة إزالة الخيمة و«إلّا»، ومن دون أن تترك أيّ مفاعيل لدى الجانب اللبناني الذي شدّد على حقّه في كل شبر من أرضه، ومن بينها النقاط المتحفّظ عنها والقسم الذي سُيّج أخيراً من قرية الغجر، بعد أعمال الضم الإسرائيلية التي بدأت في آذار الماضي.
ومع تراجع إسرائيل أخيراً عن رسائل التهديد المتعلقة بالخيمة التي وصلت إلى لبنان عبر أطراف ثالثة، رفعت في المقابل لهجة التهديد «الكلية» وبأن أيّ مواجهة واسعة ستؤدي الى إعادة لبنان الى العصر الحجري، بحسب وزير الأمن يوآف غالنت لدى جولة له قرب الحدود.
ووفقاً لجولة التفاوض الإسرائيلية الأخيرة، عبر الإعلام، وردت في أكثر من وسيلة إعلامية عبرية رسالة إلى بيروت، يمكن إجمالها بأن إسرائيل تريد حلاً ديبلوماسياً لخيمة المزارع، ولا تسعى الى أي مواجهة مع حzب الله، مع تأكيدها، كالعادة، أنها مستعدة للردّ «إذا كانت هناك حاجة لذلك». وهي مستعدة للبحث في النقاط الخلافية على طول الحدود، لكن بعد إزالة خيمة المزارع، على أن لا يربط ذلك بمفاوضات حول النقاط الخلافية الحدودية، و«إذا لم تزل الخيمة فلا فرصة لمفاوضات واسعة لتسوية النقاط 13 على طول الحدود».
وذكرت الإذاعة العسكرية، أمس، أنّ المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية) تدرك وجوب وضع حدّ للقضية، لذلك تريد استئناف المحادثات عبر المسار الديبلوماسي «للامتناع عن عملية عسكرية من شأنها أن تؤدّي الى تصعيد». ووفقاً للإذاعة، «تتوسّط الولايات المتحدة بين الجانبين، وللأمم المتحدة دور مهمّ في ذلك».
وما لم يكن هناك خداع للإيقاع بالمقاومة في الجولة التفاوضية الإسرائيلية عبر الإعلام، وفي مجمل ما يرد من إسرائيل من مواقف وتحليلات، فإنّ المقاربة الإسرائيلية توجب الإشارة إلى الآتي:
– كيف يمكن منع ربط إزالة الخيمة بالبحث في النقاط الخلافية الحدودية، فيما كانت إسرائيل نفسها ترفض البحث في هذه النقاط قبل إقامة الخيمة؟ المفارقة واضحة جداً: الخيمة هي سبب تحريك النقاط الخلافية، وربما الرضوخ اللاحق لإسرائيل في قضية هذه النقاط، سواء قيل إنها غير ذات صلة أو لا.
– ما الذي يدفع إسرائيل الى إغفال تسييجها وضمّها للقسم الشمالي من قرية الغجر الذي تقرّ، والأمم المتحدة، بأنه أرض لبنانية، وكيف يمكن الامتناع عن البحث فيها؟ وهل في إمكان لبنان البحث في نقاط تقول إسرائيل إنها خلافية على طول الحدود، وعدم التطرّق، في السياق نفسه، إلى محاولة ضمّ أرض لبنانية بإقرار من العدوّ نفسه؟
ما يرتبط بالتهديدات هو عادة متّبعة لمساعدة المفاوض الإسرائيلي في «المسار الديبلوماسي» الذي ما كانت إسرائيل لتتبعه لولا قدرة حzب الله على أذيّتها. مع ذلك، التهديد في معرض التشديد على منع التصعيد يفقد التهديد فاعليّته وتأثيره، وهو ما تتّسم به التهديدات التي ترد من تل أبيب بين حين وآخر، مع ترداد عبارة «العصر الحجري» المحبّبة جداً لدى غالنت، والتي ينبغي أن تكون قد فقدت تأثيرها، وخصوصاً أنها تصدر عنه تحديداً ويردّدها بلا انقطاع منذ أن كان مجرّد عضو كنيست طموح، وهي لا تعني توثّباً لفعل إسرائيلي. وقد تكون هذه المرة العاشرة التي يتفوّه بها بهذه العبارة في السنوات الأخيرة، رغم تغيّر الظروف وتغيّر التقديرات لمستوى وحجم أذيّة حزب الله لإسرائيل وردعه لها. وكما يهوى الإسرائيليون القول، بإفراط، إن «الكلاب التي تنبح لا تعضّ».
المصدر: يحيى دبوق – الأخبار