بعد الحملات… رسالة جويّة لقائد الجيش
صدى وادي التيم-لبنانيات/
ليست الحملات التي تُشنّ على قائد الجيش عابرة. هي افتراء، ثمّ هي زجّ بالمؤسسة كلّها في السجال الداخلي الذي يتمحور حول الانتخابات الرئاسيّة. وإذا كان العماد جوزيف عون مرشّح طبيعي للرئاسة، فإنّه نجح في تحييد المؤسّسة وواصل عمله من دون أن يحوّلها الى أداةٍ لتجميع الأصوات.
في الأمس، قام العماد عون بما يمكن أن يعتبره البعض رسالةً ردّ بها على من تحامل عليه، عبر منابر مختلفة يقف وراءها محرّكٌ واحد. هو استقلّ، للانتقال من اليرزة الى حامات لحضور مناورة عسكريّة، طوّافةً من نوع AB212 هي واحدة من ثلاث طوّافات حلّقت أمس في سماء لبنان، بعد أن ظلّت لسنواتٍ ركاماً.
وتشير المعلومات الى أنّ مهندسين وتقنيّين من الجيش عملوا على تأهيل الطوافات الثلاث بشكلٍ كامل، بعد أن كانت غير صالحة للاستخدام. وكلّفت عمليّة التأهيل حوالى ٦ ملايين دولار، وهي ستستمرّ لتشمل لاحقاً طوّافتين من الطراز نفسه.
وما كانت هذه الأموال لتؤمَّن لولا المساعدات التي يتلقّاها الجيش والتي ذهب القسم الأكبر منها لتأمين طبابة العسكريّين وأهلهم، كما لصيانة الآليات وغيرها من المشاريع، في ظلّ عجز الدولة الواضح.
ومن المؤكّد أنّ الطبابة تشكّل العامل الأبرز في الحفاظ على العسكريّين واستمرارهم في تأدية دورهم، في ظلّ الظروف الصعبة التي يعانون منها.
وبغضّ النظر عمّا إذا كان العماد عون أراد توجيه رسالة من خلال استخدامه الطوّافة، فإنّ الجيش اللبناني ماضٍ في تأدية دوره، على الرغم من حملات التجنّي المعروفة المصدر والأهداف. ما من داعٍ لذكر المثل عن القافلة التي تسير.