اسرائيل تتوعد.. هل نحن أمام مواجهة عسكرية محدودة؟
صدى وادي التيم-لبنانيات/
مساء الاربعاء المقبل يُطل الامين العام لحzب الله السيد حس/ن نصر/الله عبر الاعلام في ذكرى بدء حرب تموز عام 2006، ليتحدث عن الصمود والمواجهة والانتصار في تلك الحرب، وهي مفردات ليست بجديدة عن أدبيات الحزب التي يطل عليها كل سنة في مثل هذه الايام. ولكن ما هو جديد بحسب المراقبين هو موقف نصر/الله من التطورات التي تجري على الحدود الجنوبية بدءا من خيمة الحزب بعد الخط الازرق وصولا الى السياج المعدني والذي زنَّرت من خلاله اسرائيل قرية الغجر بالكامل بعد أن كان جزءا منها ضمن الاراضي اللبنانية.
لا يُمكن فصل ما يحصل جنوبا عن السياق العام لمفاوضات الدول الكبرى في المنطقة والعالم، وبالتحديد ما يجري على مستوى الولايات المتحدة وايران مع مؤشرات تتقاطع جميعها على أن الامور الى خواتيم سعيدة بشأن ملف طهران النووي، وأن اللمسات الاخيرة توضع على هذا الاتفاق الذي قد يكون تاريخيا بالنسبة لايران التي استنزفت كل وسائلها الدبلوماسية والحربية للوصول الى نقطة اللاعودة بشأن هذا الملف. أما لبنان وهو الحلقة الاضعف على الساحة الاقليمية فمعنيٌ بهذا الملف ولكن قد يكون بالمعنى السلبي لا الايجابي، خصوصا وأن اسرائيل، الطرف المعني بأي حرب محتملة على الحدود الجنوبية، لم تعترف بما يسمى برنامج طهران النووي بل رفعت سقف المواجهة واكدت تمسكها بانهاء هذا الملف بكافة الوسائل.
وبالعودة الى الحدود الجنوبية، تسارعت التطورات في الاسابيع القليلة الماضية. فبعد نصب الخيمتين من قبل حzب الله وراء الخط الازرق، مقابل ضم اسرائيل للجزء اللبناني من بلدة الغجر وما تبع هذه الخطوة من اطلاق صاروخين مضادّين للمدرّعات بالقرب من القرية، أعاد خلط الاوراق وأدخل البلاد بحالة قلق من أي تطور دراماتيكي قد يحصل ويقودنا الى مواجهة مباشرة مع اسرائيل.
حzب الله الذي نشر وحدة الرضوان على طول الحدود والتي تعد الاقوى مقارنة بالوحدات القتالية الاخرى، يتعامل مع التطورات الميدانية وكأن الحرب واقعة على الحدود الجنوبية والمسألة مسألة وقت لا أكثر، مستندا الى خبرته الحربية مع اسرائيل التي تعتمد بشكل دائم عنصر المباغتة لادخال العنصر النفسي في الحرب، ولتصدير أزماتها الداخلية واشغال جمهورها بالحروب الخارجية. وما عزز قناعة الحزب بحسب مصادر مقربة منه بالحرب، ما يحصل في الضفة الغربية حيث شنت القوات الاسرائيلية أكثر من عملية كان آخرها في جنين وهي ماضية في سياستها العسكرية هذه طالما أن نتنياهو يواجه المزيد من المعارضة على قوانينه الاصلاحية المرتبطة بالقضاء.
وقد تذهب اسرائيل بحسب المصادر نحو مواجهة عسكرية محدودة على غرار ما حصل في جنين وقبلها في قطاع غزة، ولكن ذلك قد يكون مكلفا عليها لأن تحضيرات الحزب بحسب مصادره لا تقتصر على الدفاع كما حصل في حرب العام 2006، فقواعد الاشتباك هذه المرة تغيَّرت والاسلوب العسكري للحزب وما يملكه من تكنولوجيا عسكرية كفيل بقلب موازين القوى، والتحول من سياسة الدفاع نحو الهجوم والعبور الى المستوطنات القريبة من الحدود.
وتشير المصادر الى استحداث الخيمتين خلف الخط الازرق، لتؤكد أن الحزب على جهوزيته وهو يُدرك أن أي خطوة قد يقوم بها لردع اسرائيل قد تجره الى حرب معها، الا أن الاسرائيلي يخشى الدخول في هذه المواجهة فلجأ بحسب المصادر الى القنوات الدبلوماسية مهددا الدولة اللبنانية بالحرب وداعيا في الوقت نفسه الدول الصديقة له الى التدخل للجم حzب الله.
احتمال آخر قد يدفع باسرائيل نحو المواجهة العسكرية المحدودة، وهو جس نبض الحزب على المستوى العسكري واستطلاع بنيته التنظيمية على هذا الصعيد، خصوصا وأن التسلل الذي حصل قبل أشهر لعنصر من الحزب وفجّر عبوة ناسفة في منطقة مجدّو وأدى الى مقتل مواطن عربي، يدفع بالاسرائيليين الى اتخاذ سلسلة تدابير لوقف الاستنزاف على تلك الجبهة وقد يكون ذلك من خلال عملية عسكرية لايام معدودة مع لبنان.
وامام حرب الاحتمالات أسئلة كثيرة تُطرح وهي تُعبر عن الهواجس اللبنانية وأبرزها: هل الحزب على جهوزيته لمثل هذه المواجهة؟ وماذا لو ارتبطت الجبهات فيما بينها واندلعت المواجهات في يوم واحد من الجنوب اللبناني الى غزة والقطاع؟ وما الذي ينتظر حzب الله في الداخل اللبناني المنقسم على تأييد “المقاومة” وتحولها الى وجهة نظر لدى البعض؟.