اكتشاف كوكب يفترض “ألا يكون موجودا” يتحدى فهمنا للكون
صدى وادي التيم-من الصحافة العالمية/
اكتشف علماء الفلك كوكبا “مستحيلا” في الفضاء يتحدى فهمنا للكون. وهذا الكوكب الغامض على بعد 520 سنة ضوئية فقط من الأرض، لا ينبغي أن يكون موجودا في نظامه الشمسي الأصلي، وفق ما نقلت “روسيا اليوم”.
ويتحدى عملاق الغاز الشبيه بكوكب المشتري المنطق، من خلال الهروب من ابتلاع نجمه المضيف، المسمى Baekdu.
ويدور الكوكب، المسمى 8 Ursae Minoris b أو Halla، حول نوع من النجوم المتحللة المعروفة باسم K-type، وهي أبرد قليلا من شمسنا ولونها برتقالي، بحيث يُطلق عليها أيضا اسم القزم البرتقالي.
وعندما تنتفخ هذه النجوم، يتم ابتلاع أي شيء قريب جدا منها. ومع ذلك، نجا العملاق الغازي 8 Ursae Minoris b.
وقال المؤلف المشارك، الدكتور ديميتري فيراس من جامعة وارويك: “المسافة بين الأرض ونجمها، الشمس، هي وحدة فلكية واحدة. لكن 8 Ursae Minoris b يدور حول نجمه عند 0.5 وحدة فلكية. وفي حين أن المسافة ليست غريبة في حد ذاتها، فإن الغريب هو أن النجم في طور الموت، بعد أن أنفق بالفعل بعضا من وقوده. وعندما يفقد النجم الوقود، يتسع حجمه بشكل ملحوظ. وكان هذا النجم قد وسع حجمه بالفعل إلى 0.7 وحدة فلكية، والذي كان يجب أن يبتلع الكوكب ويدمره. لذلك فمن غير المعتاد أن يكون الكوكب ما يزال موجودا”.
وحلل الفريق الدولي من العلماء أسباب هذه الظاهرة الغريبة، وتوصل إلى فكرتين محتملتين.
وشرح الدكتور فيراس: “النظرية الأولى الأكثر منطقية، وهي أن النجم كان له رفيق سابق أخمد الزيادة في الحجم، ما سمح للكوكب بالبقاء على قيد الحياة. واندمج هذا النجم الثنائي في النهاية مع النجم الرئيسي، ويظهر الآن كنجم واحد فقط. أما النظرية الثانية التي لم يتم استكشافها على نطاق واسع، تستدعي مرة أخرى فكرة الرفيق الثنائي، ولكن في هذه المرة نتج عن اندماج النجمين قرص نشأ منه هذا الكوكب، ويُعرف باسم كوكب الجيل الثاني”.
وتابع الدكتور فيراس: “التأثير الأوسع هو فهم أفضل لتطور النجوم مثل شمسنا وتطور الكواكب مثل تلك التي نراها في النظام الشمسي، والحاجة إلى البحث عن حالات إضافية غير عادية مثل النظام المرصود. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تكشف الحالات النادرة أكثر من غيرها عن فيزياء النجوم والكواكب”.
وقال: “يتيح لنا فهم هذه الأنظمة الكوكبية النادرة تعلم طرق جديدة تتطور بها الكواكب والنجوم، ويحفزنا على اكتشاف المزيد من الأمثلة النادرة”.
ويقع الكوكب خارج المجموعة الشمسية في كوكبة الدب الأصغر، الواقعة في نصف الكرة الشمالي.
ويستمر العام على هذا العملاق الغازي 93 يوما أرضيا فقط، أي نحو ربع يوم واحد على الأرض. وبعد 12 شهرا، سيكون الكوكب قد أكمل أربعة مدارات حول نجمه.
وقال المؤلف المشارك الدكتور مارك هون من جامعة هاواي: “معظم النجوم في أنظمة ثنائية، لكننا لم نفهم تماما كيف يمكن أن تتشكل الكواكب حولها. ومن المعقول وجود العديد من أنظمة الكواكب الغريبة بسبب تأثير الرفقاء الثنائيين”.
وتستند النتائج الجديدة التي نُشرت في مجلة Nature، إلى المعلومات التي تم جمعها بواسطة TESS (Transiting Exoplanet Survey Satellite).
المصدر: روسيا اليوم