بعد تراجع صيد الاسماك في صور..«البحرية» يُحوّلون قواربهم الى مراكب للنزهة
صدى وادي التيم-لبنانيات/
تتوسع في مدينة صور يوما بعد يوم ، فرص الاستثمار السياحي ، لتشكل عامل عون إضافي لعشرات العائلات الصورية ، التي ترزح تحت وطاة الازمة الاقتصادية والاجتماعية.
وقد فتح هدوء بحر صور ، الذي كان عرضة للعربدة الاسرائيلية، قبل تحرير الجنوب في العام الفين، باب رزق جديد، يتمثل اليوم بعمل تخصصي سياحي وهو مراكب النزهات البحرية، انطلاقا من مرفا الصيادين ، الى منطقة ( الزيرة ) ومسافات ابعد، يقضي خلالها المتنزهون اوقاتا في تناول الطعام وممارسة السباحة، بعيدا على شواطيء المدينة.
بدّل عدد من الصيادين في مرفأ صيادي الاسماك في صور مهنة صيد السمك في اشهر الصيف على وجه الخصوص ليتفرغوا الى متابعة عمل مراكبهم السياحية
بدا عمل مراكب النزهات البحرية بشكل غير منظم، في العام ٢٠٠٣ وبقي كذلك حتى العام ٢٠١٢ حيث جرى تنظيم عمل المراكب السياحية من احجام مختلفة، عبر ترخيص النشاط السياحي للمراكب، من جانب وزارتي النقل والسياحة.
بدّل عدد من الصيادين في مرفأ صيادي الاسماك في صور، مهنة صيد السمك في اشهر الصيف على وجه الخصوص ، ليتفرغوا الى متابعة عمل مراكبهم السياحية، التي تحمل مواصفات الامان والسلامة العامة ، وأصبح المرفأ الذي يضم حوالي ثلاثماية مركب صيد، يحتوي على اكثر من عشرة مراكب للنزهة، يحوز اصحابها على تراخيص من الجهات المعنية، الى جانب بعض المراكب غير المرخصة ، بحسب عدد من اصحاب المراكب المرخصة.
إقرأ ايضاً: فرنجية يرفع «سقف التحدي» الرئاسي وأزعور «صامد»..و«تحريك» الشارع مطلبياً!
ياتي الى بحر صور، اعداد كبيرة من الرحلات، التي تنظمها المدارس على امتداد مناطق الجنوب، فيما يواجه اصحاب المراكب صعوبة بما يخص المتنزهون الاجانب، بسبب الاجراءات الامنية للجيش اللبناني، حيث يفترض على كل متنزه اجنبي الحصول على تصريح يخوله مخر عباب البحر الصوري المفتوح على بحر فلسطين.
بواب
أول خطوة في مسار التحول من مهنة صيد السمك الى امتهان السياحة البحرية، كان بدأها الصياد ماجد بواب الذي ورث صيد السمك عن والده واجداده.
يقول بواب ل “جنوبية”، “في العام ٢٠٠٣ ، وتزامنا مع الفوضى البحرية وتراجع الثروة السمكية في بحر صور ، لجأت الى استخدام مركب الصيد الذي امتلكه في تنظيم الرحلات البحرية القريبة ، ولاحقا طورت العمل في هذا المجال ، وهو عمل افضل من صيد السمك لناحية المردود المالي ، رغم اننا نعمل اقل من اربعة اشهر في السنة ، مضيفا الى جانب النشاط السياحي في صور اصبح لدينا سياحة بحرية ، كان يعطلها الاحتلال الاسرائيلي.
هدروس
يعمل الشقيقان ماهر واحمد هدروس ( ابو العينين ) وهما صيادان عتيقان ابا عن جد في بحر صور ، على تأجير مراكبهم ببدل مادي معين لقاء نزهة بحرية تتفاوت بين نصف ساعة واربع ساعات ، وفقا لطلب الزبائن.
ويقول ماهر ل “جنوبية” “نعمل في هذا النشاط السياحي منذ حوالي ١٥ عاما ، وذلك بعد معاناة كبيرة كنا نتعرض لها جراء مطاردتنا من قبل الزوارق الاسرائيلية ، التي اختفت الى خلف الحدود البحرية .
الصيادون يشتكون من زيادة الرسوم السنوية التي فرضتها وزارة الاشغال والنقل والتي حددت بمبلغ مليون ونصف المليون ليرة عن كل متر طولي للمركب
ويضيف استكملت كافة الاستعدادات للموسم السياحي، واجرى العديد من اصحاب المراكب، مراجعة مراكبهم، لناحية صياننها وتأهيلها حفاظا على سلامة الزبائن وغالبيتهم من الاولاد، الذين ياتون بصحبة معلميهم ، وايضا الكبار الذين يكتشفون الرحلات البحرية.
واشتكى هدروس من زيادة الرسوم السنوية التي فرضتها وزارة الاشغال والنقل ، والتي حددت بمبلغ مليون ونصف المليون ليرة عن كل متر طولي للمركب ، اذ تتفاوت قيمة الرسم بين مركب وآخر على اساس طول المركب .
المصدر : حسين سعد