تغيرت حياته بسبب ذئب.. راعي أغنام فقير أصبح أحد أكبر أثرياء العرب
صدى وادي التيم-متفرقات/
ميلود الشعبي، رجل الأعمال والملياردير المغربي، يُعتبر قدوة للنجاح، حيث استطاع أن يستخرج العبر والفوائد من قصته الحياتية. بدأ الشعبي حياته كراعي غنم بسيط، ولكنه تحوّل بفضل جهوده الحثيثة إلى رجل أعمال وسياسي مشهور.
أسس مجموعة يينا الاقتصادية التي انتشرت في عدة دول عربية وإفريقية، وأصبح مالكًا لمجموعة فنادق رياض موغادور المشهورة بسياستها الخالية من الخمور. كما قام بتأسيس سلسلة أسواق السلام التي تغلق أبوابها أثناء صلاة الجمعة، احترامًا لشعائر الناس.
وبفضل نجاحه وإنجازاته، أصبح الشعبي أغنى رجل في المغرب، وتم تصنيف ثروته بحوالي 2.9 مليار دولار وفقًا لمجلة فوربس.
يصف الشعبي حياته قائلاً: “أشعر أن مراحل حياتي شبيهة بملعب الغولف، حيث توجد حواجز وتحديات، ولكن بفضل الصبر والعمل الجاد، تمكنت من تجاوزها. عاشت عائلتي في فقر شديد في الصومال، حتى توفي أخي بسبب الجوع، وتوفيت الماشية ومرضت من الجفاف… لقد تعرضنا للجوع والعطش لمدة ثمانية أعوام متتالية”.
تبدأ قصته عندما يأكل ذئب واحدة من الماشية:
تأثرت شخصية والد الشعبي بسبب الظروف الصعبة التي مروا بها، وكان والده قاسيًا وصارمًا للغاية. بسبب خشية تعرضه للعنف من والده، قرر الشعبي وهو في سن الخامسة عشرة ألا يعود إلى المنزل.
قرر الشاب النحيل ميلود ترك أغنامه في منطقة “شعبة” بالقرب من مدينة الصويرة في المغرب، والسعي لحياة أفضل لنفسه ولأسرته.
في بداية رحلته، انتقل ميلود إلى مدينة مراكش، وعمل كبائع خضراوات لفترة قصيرة قبل أن ينتقل إلى مدينة القنيطرة. هناك، عمل في مجال البناء بأجر يومي ضئيل، ولكن هذا العمل كان البوابة التي فتحت له طريقًا لتأسيس أول مقاولة له في مجال البناء والعقارات في نهاية عام 1984، وكانت تتألف المقاولة من عاملين فقط.
بفضل إصراره وقوته الإيمانية وثقته في الله، تطورت المقاولة بشكل سريع. ويعزى نجاح “يينا هولدينغ”، التي توظف اليوم أكثر من عشرين ألف عامل، إلى قوة إيمان ميلود وثقته في الله.
في عام 1963، حدثت منعطفًا حاسمًا في حياة ميلود. فقد انتخب رئيسًا لغرفة الصناعة والتجارة والخدمات في القنيطرة، وهذا ساعده في فهم السوق واحتياجاتها، مما أدى إلى تضاعف ثروته. بدأت شركته تتفرع وتتنوع، خاصة في المجال الصناعي، حيث تأسست شركة GPC لصناعة الكرتون، وشركة سنيب للبيتروكيماويات، وشركة ديماتيت وشركة الكارتة لبطاريات السيارات.
تم تكريم “الشعبي” في عام 1987 بوسام فارس تقديرًا لمساهمته في الاقتصاد الوطني. كما حصل على وسام ملكي برتبة ضابط ووسام المكافأة الوطنية برتبة قائد. في عام 2004، اختير “الشعبي” كرجل العام من قبل مجلة “ماروك ايبدو”.
في عام 2011، تم تصنيف “الشعبي” في المرتبة 49 ضمن قائمة أغنى 50 رجل عربي.
يعتبر “الشعبي” أهمية الأسرة ودور زوجته بفهم كبير، حيث يقول: “لم أتمكن من تحقيق كل هذا لولا دعم زوجتي، إذ أنا أعمل في الأعمال وهي تهتم بتربية الأطفال… كانت تمنحني القوة والثبات في مواجهة التحديات الاقتصادية… إنها امرأة متدينة وأستشيرها في كل قرار صغير أو كبير يتعلق بمشاريعي”.
بعد الصعوبات الاجتماعية والفقر التي واجهها في بداية حياته، نجح “الشعبي” الفقير من الريف في أن يصبح عاشقًا للفيراري التي يستقلها بعد تحقيقه للنجاح في مجال الأعمال، إلى جانب ممارسته لرياضة الغولف.
توفي الملياردير العصامي “ميلود الشعبي” في 16 أبريل/نيسان 2016، بعد حياة مليئة بالنجاح والإنجازات التي ستذكره الناس بكل خير.