(بالصور) افتتاح “مركز لونا للغات” وسط حشد ثقافي وتربوي واجتماعي
صدى وادي التيم – لبنانيات /
بحضور حشد من الفاعليات التربوية والثقافية والاجتماعية والأصدقاء، تمّ مساء أمس السبت في 27 أيار 2023، افتتاح “مركز لونا للغات” بإدارة المربية لونا سلامة في “سنتر سلامة” قرب دوار كفررمان، النبطية.
تقدّم الحضور رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل وعضو المجلس البلدي الحاج صادق اسماعيل، الأديبة البرفسور دلال عباس، الفنانان أميمة الخليل وهاني سبليني، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية الأم ماري توما والأخت ماريّا وهبة، ولجنة الأستاذة في ثانوية السيدة يتقدمها رئيس اللجنة الأستاذ نبيل نهرا مع حشد من أساتذة الثانوية، مديرة ثانوية النبطية الرسمية للبنات المربية نسرين مغربل، مديرة متوسطة النبطية الفوقا الرسمية المربية فاطمة ضاهر، مدير متوسطة جمعيّة المقاصد الخيرية الإسلامية في النبطية الأستاذ إبراهيم مصطفى، المسؤول التربوي لحركة أمل إقليم الجنوب الدكتور عباس مغربل، رئيسة جمعية تقدّم المرأة في النبطية المربية زهرة صادق ووفد من الهيئة الإدارية للجمعيّة، رئيس جمعيّة هيئة حماية البيئة في النبطية المحامي محمد جابر، رئيس رابطة آل الزين في لبنان الأستاذ سعد الزين، وفد من الهيئة الإدارية للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي فرع النبطية، رئيس لجنة الصباح الوطنية الدكتور عباس وهبي، رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الإعلامي كامل جابر مع وفد من الهيئة الإدارية، وفد من متخرجي جامعة LIU، مختارو النبطية محمد صبحي جابر ومحمد بيطار وحسن نزار جابر وحشد من الفاعليات التربوية والاجتماعية والصحيّة ومن الإعلاميين.
وتحدثت مديرة المركز المربية لونا سلامة، فقالت: “جلُّ حلمِكَ أنْ يسلكَ مسارُهُ إلى التحقيقِ، بسعيٍ حثيثٍ لتبديدِ ما يعتريكَ من عقباتٍ وصعوباتٍ. ونجاحُ حلمِكَ ليس بما ستحقّقه منْ أرباحٍ ماليّةٍ واقتصاديّةٍ، بل بما ستبذلُه من جهدٍ ليحقِّقَ الأهداف، ومن الطبيعيّ أن تكونَ لها جوانبُ اقتصاديّة من أجلِ الاستمرارِ.
الجهدُ الذي أتحدّث عنه هنا، هو الجهد التربويّ الثقافيّ الذي يجبْ أن يصيبَ الأهدافَ المرجوّةَ، بالإصرارِ والبذلِ والمنحِ، وبترجمةِ ما تختزنُه ذاتك من تجاربَ ومعلوماتٍ وتدريبٍ على كيفيّةِ العطاءِ المصيبِ. وهذا لن يتمَّ إلاّ بمروحةٍ واسعةٍ من المعرفةِ والعلاقاتِ والجهاتِ المستهدَفَةِ.
بطبيعةِ الحالِ، لمْ أجرؤْ على التوسّعِ في التجربةِ إلّا بعد اختبار طويلٍ، مكّنني من الإقدامِ بثقةٍ وإصرارٍ على الانطلاقِ في مشروعِ التعليمِ المُجديِ لمَنْ هم بحاجةٍ إليهِ، وتحديداً في موضوع اللّغات، وفي طليعتِها اللغةُ العربيّةُ، اللّغةُ الأمُّ، التي أصيبت بكثيرٍ من الضّررِ والتراجعِ والاهمالِ، في ظلِّ سطوةِ اللّغاتِ الأخرى، وخصوصاً بعدَ التطوّرِ الهائلِ في وسائلِ التكنولوجيا الحديثة والكمبيوتر الذي يصلُ من دونِ أدنى رقابةٍ، إلى أطفالنا وتلامذتنا بلغاتٍ متعدّدةٍ، قد يكونُ بعضُها هادفاً، لكن، أضعفها هنا على الإطلاقِ هو اللغة العربيّة. ونعلمُ جميعاً أنَّ الموادَّ الأخرى بأكملها ستكونُ ضعيفةً إذا كانت اللغاتُ ضعيفةً، لذلك كان إصرارُنا في مركزنا المتواضعِ على اللغاتِ، وفي مقدّمتِها اللغةُ العربيّةُ، لتكون مكمّلةً لدورِ المدرسةِ في التعليمِ وليسَ بديلاً عنها، في ظلِّ الفراغِ الكبيرِ بين المناهج التعليميّةِ ومعرفةِ الأهلِ في إدارتِها أو كيفيّةِ إيصالِها إلى أبنائِهِم.
ولن ننسى هنا التلامذةَ المغتربين، المؤسَّسِينَ في مدارسَ أجنبيّةٍ لا تعلّمُ اللغةَ العربيّةَ أو تلحظها في البرامجِ التعليميّةِ، ما يُوجب التدخّل في ما لو قرّر الأهلُ تعليمَ أبنائِهِم اللغةَ الأمَّ قراءةً وتلاوةً ومعرفةً.
وإنّني اليومَ أفتخرُ في إطلاقِ هذا المشروعِ التربويِّ المتواضعِ، لعلّه يكون لُبنةً في هذا الإطارِ الذي نسعى إليهِ، وأنْ تتوالى المبادراتُ التربويةُ التعليميةُ لتتشكّلَ حركةٌ تربويّةٌ مجتمعيّةٌ تتكاملُ في ما بينها، وتهدفُ إلى تربيةٍ ناجزةٍ في اللّغاتِ وغيرِ اللّغاتِ. ومصدرُ فخريَ الكبير، هو وجودكم أيّها السادة هنا وحولي، من مرجعيّات تربويّةٍ وثقافيّةٍ واجتماعيّةٍ، ومن أصدقاءٍ وزملاء، ومن أهلٍ لنصنعَ سويّاً ثقافةً تربويّةً تساعدُ تلامذتِنا على الاستمرارِ والنجاحِ وتحدّي الصعوباتِ مهما كانت، للوصول إلى المعرفة ومن المعرفة إلى النجاح.
كلّ الشكر لكم، وما حضوركم اليوم، إلا خيرَ مشجّعٍ لي على الاستمرارِ في هذا الحلم، وسيستمرّ بحبّكم ورعايتكم وغيرتكم… شكراً لكم فرداً فرداً”.
بعدها تحدثت الفنانة أميمة الخليل فقالت: “يقولون إنّ أمهاتنا كنّ قديرات وقادرات. وأقول: إنّ أمهات اليوم تفوّقن على أمّهات الأمس في التربية والملاحقة الحثيثة لأولادهنّ والعمل خارج المنزل أيضاً. لن ننسى أبداً ما يتداخل مع التربية اليوم من مشوّشات ومنحرفات تذهب بالأمهات وأولادهنّ إلى أماكن لا يريدونها ولا يقاومون لتفاديها إجمالاً، وهنا تأتي أهمّية ما تؤسّس له لونا صديقتي، فسحة للنور وللفائدة وللبناء.
أثمّن عالياً ما تفعلينه يا لونا في أعقد ظروفنا وأسود مراحل عيشنا، اليوم. من أين تستقين صلابتك؟ لا أعرف، لكنّني على يقين أنّك بارعة ومؤثّرة وتكتبين لنا نحن نساء البلد اسماً سيتذكّره التاريخ ويحفظه. يعطيك ألف عافية وإلى الأمام”.
ثمّ قصّت سلامة إلى جانب والدها إبراهيم سلامة وكحيل ورئيسة الثانوية والفاعليات شريط الافتتاح وكانت جولة في أقسام المركز.