مشروع صبايا الخيام :ثلاث أخوات تحولنّ من معلمات إلى مهنة «اللحّامة»

صدى وادي التيم-اخبار وادي التيم/

لم تستسلم زهراء سويد ابنة العشرين ربيعاً وشقيقتاها فاطمة وريما للوضع الإقتصادي الراهن. المعلّمات اللواتي يمارسن مهنة التعليم، وجدن أنفسهنّ في مأزق بسبب الأزمة المالية وانهيار الرواتب، فقرّرن خوض تجرِبة «اللحّامة».

لم يأبهن برفض المجتمع فكرة «امرأة لحّامة». جلّ ما فكّرن به هو أن يخلقنَ فرصة عمل جديدة لهنّ في لبنان، فكان مشروعهنّ «طبلية وليّة» في بلدة الخيام الجنوبية.

قبل شهر تقريباً أبصر مشروع صبايا «الخيام» الثلاث النور، في تجربة فريدة من نوعها في الجنوب، قرّرت زهراء وفاطمة وريما مواجهة الظروف بعمل خاص، بل تقول زهراء «نحن في زمن صناعة الأفكار العملية».

من صفوف التعليم إلى الملحمة تتوجّه الصبايا الثلاث، بتنَ مضرب مثل في الخيام وعدد من البلدات، في ايجادهن فرصة عمل «مثيرة للجدل، غير أنّها مربحة» وفق تأكيد زهراء التي تعدّ «دينامو الفريق»، وصاحبة الفكرة التي لاقت استحسان ريما وفاطمة.

دفع انهيار القطاع التعليمي بهنّ نحو التفكير بمشروع إنتاجي، خاصة أنّ الراتب بات لا يساوي شيئاً، وهو ما حفّز ريما أستاذة اللغة العربية لخوض تجرِبة اللحّامة، تتولّى قصّ اللحم، تعلّمت المهنة عن والدها، فهو تاجر ماشية ولحّام.

تتولّى زهراء تزيين الطبلية، وشواء اللحم وتحضير الطلبيات وتوصيلها إلى المنازل، تقول إنها تسعى إلى تطوير المشروع وجعله قيمة مضافة على السياحة الداخلية، لافتة إلى أن ما تقدّمه فكرة جديدة، ولا تخفي أن المغامرة ليست سهلة ولكنّها دفعت بكثر لزيارة ملحمتهنّ وتذوّق طعامهنّ.

في الملحمة في الخيام، تتعرّف إلى ثلاث صبايا، قرّرن أن يواجهن الأزمة بالسكين، أن ينقلبن على تقاليد المجتمع ليصبحن «لحّامة»، هنا تتعرّف إلى فاطمة معلّمة اللغة الإنكليزية التي تتولّى فرم وتجهيز اللحمة، فالصبايا يعتمدن نظام توزيع الأدوار ما جعل مشروعهنّ، الحديث الولادة، ينجح في الزمن الصعب، بل تقول فاطمة «على كل صبية أن تبدأ بمشروعها الإنتاجي، وألا تنصاع لليأس، أو لقوانين الـ»تيك توك»»…

تأتي الصبايا باللحم من المسلخ مباشرة، وبعدها يبدأ عملهنّ، تعلّمن المهنة عن والدهنّ في أسبوعين فقط، «لم يكن الأمر سهلاً»، تقول زهراء «ولكن ليس صعباً أيضاً».

ما يميّز عملهنّ أنهنّ يقدّمن اللحمة «ع أصولها»، وتحديداً الملسة والكبة التي تقول عنها زهراء «إنها الكبّة الجنوبية الأصيلة».

ربما تكون المرّة الأولى التي يغامرنَ فيها بمهنة للرجال حصراً، لكنهنّ نجحن، بل دفعن بطلابهنّ للعمل معهنّ أيضاً ولتحفيزهم على صناعة فرص عمل لهم. تعلّق زهراء قائلة «طلابنا أتوا إلى المطعم، وبعضهم بدأ العمل معنا، حتى أنّ هناك زبائن قرّروا العودة إلى الدراسة المهنية بفضلنا».

حظيت المعلمات بتشجيع الأهل وأبناء البلدة، وبتنَ مقصداً لكل توّاق للتعرّف إلى تجربة صبايا قرّرن القول للأزمة «خلص»، بل يدخل مشروعهنّ الصغير في إطار السياحة الداخلية التي بدأت تنشط وتستقطب الروّاد من مختلف القرى وهنا تعقب فاطمة بالقول «والكبّة النية والملسة جزء من السياحة أيضاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!