البقاع أرض خصبة للذهب الأحمر!

 

صدى وادي التيم-لبنانيات/

تخوض مجموعة من المزارعين اللبنانين تجربة زراعة الزعفران، واستطاعوا أن يقدموا منذ أكثر من عشر سنوات حتى الآن “نوعا فاخرا”, وبالرغم من ذلك لا تزال التجربة تفتقد إلى الاحتضان والرعاية الرسمية حتى تصبح “زراعة بديلة”.تجارب في الجنوب والبقاع الشمالي
يقول المهندس حسين جرادي وهو خبير في تربية النحل وخاض تجربة زراعة الزعفران, أنه بدأ التجربة منذ خمس سنوات في بلدة معركة – جنوب لبنان من خلال زراعة حقلين على سبيل التجربة لا تتعدى مساحتمها 1600 متر مربع، وكانت التجربة ناجحة.

لم يكن هدف جرادي الانتاج بقدر ما كان هدفه خوض غمارها، ويضيف بأنّ التجربة أيضاً نجحت في مناطق البقاع بمساحات كبيرة وبكميات إنتاجية مهمة.

في الهرمل ينشط السيد مرتضى مرتضى ليكون موزعا لبصلة الزعفران الى مزارعين من مختلف المناطق. خاض مرتضى تجربة زراعة الزعفران في منطقة الهرمل، بعد أن أطلق الرئيس اميل لحود مشروع الزراعات البديلة في المناطق البقاعية ما بعد العام 2000 بهدف تنمية المنطقة, ومن ضمن الزراعات التي طرحت الزعفران.

استفاد مرتضى مما قدمته وزارة الزراعة آنذاك من بصيلات, واليوم يزرع ما يقارب الدونم لإنتاج كيلوغرام واحد مجفف. وعن الاسعار يقول الغرام كان يباع بالعشرة دولار واليوم بـ4 -5 دولار.

تنوع يخدم الإقتصاد
وحول أهمية هذه الزراعات يقول المهندس الزراعي حسن جرادي إنه من المهم أن يكون الاقتصاد متنوعا، فمثلاً في الجنوب زراعة الحمضيات هي الزراعات الغالبة، اليوم نجد اهتماماً كبيراً بالزراعات الافريقية مثل الافوكا, والقشطة, والكيوي, والبابايا. هذا التنوع يخدم الاقتصاد بنظر جرادي.

ويضيف جرادي إن المشكلة هي في تصريف الانتاج, حيث ان طبيعة المجتمع اللبناني لا تستهلك الزعفران, لذا فإنّ التصريف المحلي يعتبر متعثرا. وهنا تبرز الحاجة الى تفعيل التصدير الى الاسواق الخارجية العربية تحديداً، ليواجه تحدٍ آخر هو المنافسة أمام المنتج الايراني، والاسباني والمغربي، كون هذه الدول تعتبر منتجًا أساسيًا لزراعة الزعفران وتصديره.

التصدير ليس عائقا..
مسألة التصدير لم تشكل عائقًا أمام المزارع فراس عمار الذي يعتبر من المزارعين المهمين للزعفران، خاض التجربة بـ1400 بصلة، ويقول إنه بعد سنوات عدة أصبحت تشكل لي مصدر دخل رئيسي حيث يزرع 4 دونمات لينتج 2 كيلوغرام من الزعفران الجاف.

وجد عمار أن المستهلك اللبناني لا يهتم بالزعفران كمنتج استهلاكي، لذلك قد لا يجد الإنتاج طريقه الى التصريف، فابتدع مسألة التصنيع وأدخل الزعفران في الصابون وبعض المأكولات والادوية. وفي الحديث عن تكاليف هذه الزراعة يقول إن العقبة الوحيدة هي ارتفاع تكلفة اليد العاملة التي نحتاج إليها في مرحلتي جني الازهار وفصل الشعيرات عن الزهرة.

دور جهاد البناء
كانت مهمة مؤسسة جهاد البناء التثقيف والترويج للزراعة عبر سلسلة من الندوات الارشادية، بالاضافة الى مرافقتها لتجارب المزارعين من خلال التوجيه والاستسفار والدعم، فكانت حاضرة في مختلف المناطق من البقاع الى المناطق الحدويدية الجنوبية والساحلية، ووزعت خلال السنوات الماضية ما يقارب الخمسين ألف بصلة..

المهندس الزراعي حسن سماحة يقول إن المؤسسة في البداية نشرت هذه التجربة لتكون زراعات منزلية، يستفيد منها المواطن على صعيد سلته الزراعية الخاصة بهدف تعزيز مسألة الإكتفاء الزراعي، وبعدها فتحت أبواب التصريف لهذه الزراعة عبر المعارض والأسواق.

وبرز هذا الجانب مع المزارع فراس عمار، التي وقفت المؤسسة الى جانبه لإشراكه في مهرجان التسوق ومعرض أرضي وسوق المزارع. بالاضافة الى سعي المؤسسة دائماً الى تطوير الجانب التثقفي للمزارع وتحديث المعلومات من خلال التجارب والخبرات الخارجية الاخرى التي تفيده.

ينشط المزارع اللبناني بكل همة، هو لا يحتاج الى من يقول له “ازرع” بقدر ما هو بحاجة إلى الإحتضان والرعاية. فالزراعات البديلة أو المكملة تلعب دوراً مهماً في تنوع الاقتصاد, فطبيعة لبنان وتنوع مناخه يساعداه على خوض تجارب زراعية مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!