هل تكون الدّرّاجة الهوائيّة وسيلة نقل جديدة؟!
في زمن، بات البنزين ترفًا في لبنان، تحوّل حمزة نحو الدّراجة الهوائية، لن ينتظر الحلول التّرقيعيّة من قبل الدولة اللبنانية، معظم آليات القوى الأمنية حتّى شرطة البلديات بلا بنزين، أزمة حقيقية تعصف بهؤلاء، لا مال للمحروقات، فالبلديات ومن خلفها الدولة «مفلسة».
في حين تخلّص حمزة من هذا العبء، يمرّ قرب محطة المحروقات، ينظر إليها براحة، لم تعد تعنيه، مُذ قرّر شراء درّاجة هوائيّة للتنقل بها، غدت وسيلته الوحيدة هذه الأيام، يتنقل عبرها بين قرى النبطية في تجواله على عمله.
«راح الكابوس»، عبارة تختصّر واقع حمزة اليوم الشاب العشريني الذي بات محطّ أنظار كثر، وملجأ البعض للسؤال عن هذه الوسيلة «الوفيرة».
في تأكيد حمزة، أن درّاجته باتت صديقته الوفيرة، عانى كثيراً مع سيارته، مرات عدة نفذ مخزونها من البنزين، ولم يكن في جيبي قرشٌ واحدٌ ، تلك المعاناة، قرّرت التخلص منها عبر دراجته، التي باتت حديث الناس، وفق حمزة كثير من الشباب باتوا متحمّسين للعودة إلى الدراجة، لأن الوضع بات سيئًا كثيرًا، كلفة النقل ارتفعت إلى درجة بات الراتب لا يكفي لتعبئة البنزين فقط. هذه المعاناة يقول حمزة دفعته ليشتري دراجته الهوائية، وستدفع بآخرين للحذو حذوه.
يمرّ في طرقات النبطية، يدوس مكابح الدراجة، كمن يبحث عن خلاصه، لا يهمّه ازدحام السيارات، ولا أزمة المحروقات، ما يلتفت إليه هو راحة جيبه، وهي كما يقول «من راحة البال».
ما زالت الدراجة الهوائية محدودة نسبيًّا في منطقة النبطية، لا تشكل نسبة مستخدميها ال٥ بالمئة، غير أن هذه النسبة سترتفع حكمًا بداية الصيف، سيتحوّل الكثير من الموظفين نحوها، وتصبح وسيلة نقل جديدة لا تحتاج بنزينا.
على ما يبدو أن موضة الدراجات الهوائية، ستسلك طريقها إلى النقل عما قريب، كما سبقها التوكتوك، الذي بات منافسًا شرسًا للسيارات العمومية. فالبحث عن وسيلة نقل «وفيرة»، الشغل الشاغل للصبايا قبل الشباب، وربما ستحلّ الدرّاجة الهوائية، أو حتى الكهربائية، وربما النارية، جزء من أزمة نقل القطاع العام.
وهو ما تفكر به نسرين بشكل جدي، فهي قررت أن تحذو حذو حمزة، غير أنها ستشتري دراجة كهربائية، وفقها فإنها تحتاج شهريًّا إلى ٦ ملايين ليرة بنزين، في حين لا يتجاوز راتبها ال٤ ملايين ليرة.
وداعا للبرستيج، والسيارات الفخمة، دخلنا زمن موضة التوفير، ولا عجب أن تتحول الدراجات الهوائية وسيلة نقل الصيف، وهو أمر لا يستبعده حمزة، بالنظر إلى حجم السؤال عن سعر الدراجة وكلفة صيانتها، حتى أن كثر يستوقفونني للسؤال إن كنت أبيعها، هذا الأمر عُدّ فآل خير، فالناس احترقوا بنار الغلاء، وقرّروا البحث عن حلول أو اجترحوا حلولًا من بيئتهم. وعن كلفة تصليح الأعطال يقول، أعطال الدراجة قليلة جدًّا، على عكس السيارة فكلفة إصلاح عطل صغير يكلفك راتبك. لذا ينصح الشاب بها، كونها وسيلة اقتصادية، يكفي أنك ترى الحياة من خلالها مختلفة.
ريمال جوني – الأفضل نيوز