السّرقات تجتاحُ المناطقَ… إنتبهوا على سيّاراتكم!
لا يمرُّ يومٌ من دون حدوث سرقاتٍ بـ”الجملة والمفرّق” في كافة المناطق اللبنانيّة، إذ تتسارعُ الوتيرةُ بشكلٍ لافت وسطا امتعاضٍ كبيرٍ منالأهالي الذين يُطالبون بتشديد المُراقبة الأمنيّة خصوصاً خلال ساعات الليل والفجر.
ينشطُ السّارقون ليلاً ويستغلّ معظمهم قلّة الحركة على الطّرقات ونوم النّاس، لينقضُّوا على كلّ ما قد يخطر في بالِكم… من بوابات حديديّةأمام المنازل إلى كلّ ما يُصادفونه أو يعترِض طريقَهم. وتنتشر في هذه الفترة سرقة السيارات في منطقة كسروانيّة لم تشهد هكذا حوادث منقبل، حيث يستغرب الأهالي ما يحدث كلّ ليلة.
في هذا الإطار، يروي فادي لموقع “الأفضل نيوز” كيف استيقظ ذات صباح وخرج ذاهباً إلى عمله، ليجد سيارته من دون إطارات. ويقول: “عمِدَ مجهولون ليلاً إلى سرقة إطارات السيارة، ومن دون خجل، أخذوا وقتهم في وضع الكرتون تحتها واختفوا من دون أيّ حسّ ولا خبر”. ويُشير إلى أنّ “أهالي المنطقة معروفون، والأكيد أنّ مَن يقوم بذلك سوريّون لأنّهم ينشطون هنا بسبب عملهمفي الورشات، حيث لا يخلوشارع من ورشة بناء يقطنها عددٌ من السوريين”.
أمّا ربيع الذي يقطن في المنطقة نفسها، فيُعرب عن استغرابِه لعمليّات السرقة التي يسمع بها يوميًّا، لافتاً في حديثٍ
لموقعنا أنّ الشرطةالبلديّة تُسيِّرُ دوريّاتٍ طوال الوقت وخصوصاً في الليل، فكيف يحصل كلّ ذلك؟! ويُضيف: “خرجتُ منذ أيّام من المنزل عند السّاعة السّابعةصباحاً كالعادة، ففوجئتُ بسيّارتي “بلا مسّاحات ولا مرايات ولا جنوطة”.
ويُتابع: “أُراهن أنّه لو تمكّنوا من حمل سيارتي لما كانوا تركوها… فهم أخذوا كلّ ما استطاعوا وفرّوا من دون أن ينتبه لهم أحد”.
سارة من جهتها، تروي أيضاً لموقعنا أنّها تسكن على بُعد شارعٍ واحد من ربيع، وكانت الأكثر تضرّراً إذ اختفت سيّارتها بشكلٍ
كلّي من أمام منزلها! وتقول: “أقطن في المنطقة منذ سنواتٍ طويلة ولم نشهد أيّ حادثٍ أمني، لا كبير ولا صغير، أمّا الآن فكلّ شيء مُختلف. على مرأىومسمع من الجميع وبكلّ وقاحة تتجوّل عصاباتٌ في المنطقة والأكيد أنّ أفرادَها ليسوا من هنا ولكنّهم يعرفون جيّداً كلّ شارع وكلّ نقطة”.
تعليقاً على ما قاله الأهالي، يُشير مصدرٌ في الشرطة البلديّة في هذه المنطقة، إلى أنّ الدوريّات كانت وما زالت مُستمرّةً ولا تستثني شارعاً واحداً، لافتاً لـ”الأفضل نيوز”، إلى أنّه تمّ ضبط عددٍ لا بأس به من السّارقين الذين أكّدوا أنّهم يسرقون أموراً بسيطة وأنّهم لا يستهدفونالسيارات ويعملون بشكلٍ فردي وليس ضمن عصابات.
الخوف يُخيّم على سكّان هذه المنطقة، وعلى منطقة مُجاورة أيضاً، حيث يُحذّر أحد سكّانها في حديثٍ لموقعنا من عصاباتٍ
تنتشر وتتغلغلُبين النّاس ليلاً نهاراً، إلا أنّها تنشط طبعاً في ساعات الليل والفجر الأولى مستغلّةً غياب الإنارة على الطّرقاتوأمام المنازل ونوم السّكان.
ويُشدّد مارون على أنّه بات من الضّروري تشكيل فِرق من الشبّان تسهر ليلاً لمُراقبة المنازل. ويقول لـ”الأفضل نيوز”: “قد يُسمّون ذلك أمناًذاتيًّا.. فليكن! نُريد أن نحمي أرزاقنا وعائلاتنا. مَن يُمكنه أن يشتري سيارة اليوم؟ كيف يسرقون رزق النّاس بلا رفّة عين ولا ضمير؟!”.
كما يلفت إلى أنّ السرقات لا تطال المنطقة وحسب بل إنّه يسمع بسرقات عدّة من بوابات حديديّة وأسلاك نحاسيّةومسروقات أخرى بعضهاغريب، في العديد من المناطق اللبنانيّة الأخرى.
زياد يُشير بدوره إلى أنّه اكتشف سرقة ماكينة الإنترنت عن سطح المبنى الذي يسكن فيه، بعدما اشتكى أولاده من انقطا الإنترنت المُفاجئصباحاً. وعندما صعد إلى الأعلى لتفقّد الوضع، فوجئ باختفاء البوابة الحديديّة… “لم يخلعوا القفل ولم يستخدموا أيّ طريقة أخرى لفتحالبوابة، بل سرقوها كلّها… ولم يكتفوا بذلك بل تجوّلوا على السّطح وأخذوا ماكينة الإنترنت وكابلات دشّ لشقّة أخرى”.
ويُضيف: “السّرقات الصّغيرة نسمع بها دوماً، ولكن سرقة السيارات هي المنتشرة اليوم وبشكلٍ مُخيف، لدرجة أنّ البعض بات يتّخذتدابيروقائيّة كي لا تختفي سيارته من أمام منزله، والبعض الآخر لجأ إلى تركيب كاميرات مُراقبة، وآخرون باتوا يتناوبون ليلاً على الشّرفات. وقدسمعتُ أيضاً أنّ البعض في المنطقة يُفكّك قطعة في سيارته قبل أن ينام ويعود ليُركّبها صباحاً، كي لا يتمكّن السارق من تشغيلهاوسرقتها”.
هنا يُشدّد مصدرٌ أمنيّ على أنّ السرقات تنتشر في كلّ لبنان نتيجة الوضع الإجتماعي والإقتصادي المُتردّي، لافتاً عبر موقعنا إلى أنّه بقولههذا لا يُبرّر حدوثها وأنّ العناصر الأمنيّة منتشرة في كلّ المناطق وهي في تأهّبٍ مُستمرّ وتُتابع الأحداث على الأرض.
كما يؤكّد أنّ العديد من التّوقيفات التي حدثت أخيراً طالت عدداً من السّارقين اللبنانيّين والسوريّين ومن جنسيّات متعدّدة، استهدفوا منازلوبعض الأراضي الزراعيّة والأملاك الخاصة والعامّة، بالإضافة إلى الأعمدة الخشبيّة والحديديّة وكابلات الكهرباء، “ونشهد اليوم سرقاتسيارات بشكلٍ كبير، خصوصاً السيارات الصّغيرة. ويعمد بعض السارقين إلى تفكيك قطع في السيارة وسرقتها ممّا يحرم السائق منإمكانيّة قيادة السيارة وقد يُعرّضها بعض الأحيان للأعطال”.
نسبة السّرقات في ارتفاعٍ مُستمرّ، ممّا يستدعي تغيير العناصر الأمنيّة والشرطة البلديّة خططها للحدّ منها وتعزيز شعورالأهالي بالأمان،وفق ما يُنادي به أحد السكّان.
كريستال النوّار – الأفضل نيوز