معايير الرُّجولة…!
صدى وادي التيم-متفرقات/
الرُّجولة مصطلحٌ يعني لنا الكثير، إذ إننا نسعى دائمًا للوصول إلى أعلى مراتب الرُّجولة.
ولكن، متى أكون رجلًا؟!.
حسنًا، تختلف معايير الرُّجولة باختلاف المجتمعات، الجغرافيا، الثقافة وعواملَ أخرى.
سأتحدَّث عن منطقتي البقاع.
لدى بعضهم الرّجولة هي أن تحمل سلاحًا على خاصرتك وأن يكون صوتك ضخمًا مع “اللكنة الثقيلة”، سيارة ذات دفعٍ رباعيٍّ مع زجاجٍ داكنٍ (فيميه)، أن تملأ مواقع التواصل بصور وأنت تحمل سلاحًا، وخصوصًا حينما يتساقط الثلج “مشكل كرمال سبب كتير تافه” مثل أفضلية مرورٍ أو أنّ أحدهم نظر إليك بطريقة لم تعجبك (ممكن أن يكون شاردًا) أو أن أحدهم تجاوزك أثناء القيادة أو أطلق زمور سيارته، أو أن تحمل علبة سجائر باهظة الثمن مع محفظةٍ في يدك؛ يُضاف إليها مفاتيح السيارة والأيفون، أو أن تقود عكس السير وقت الازدحام، أن تطلق النار في الهواء ابتهاجًا حزناً، مللًا، نجاحًا… أو لأيّ سبب كان غيرَ آبهٍ ما إذا كنتَ تروِّع الأطفال أو أن تتحول إلى قاتلٍ طائشٍ حينما تسقط رصاصاتك على رؤوس الأبرياء…
ولكن مهلًا، لنجرّبْ معايير أخرى..!
ماذا عن أن تكون شخصًا متعلمًا..
أو أن تساهم في اكتشافٍ معيّنٍ وتكون فخرًا لأهل منطقتك
أو مثقفًا، أو أن تعمل بكدٍّ لتكفيَ نفسك وعائلتك أو أن تكون ذا أخلاقٍ عاليةٍ تحترم حقوق الآخرين وحرياتهم، أو أن تساعد الناس وتنتسبَ إلى عملٍ تطوعيٍّ،
أو أن تأخذ الناس على محمل حَسنٍ وتتفادى الإشكالات،
أو أن تسمح لسيارةٍ بالمرور قبلك (لا سمح الله)
أو أن تعلم أنك أنتَ من تعطي الأشياء قيمتها لا هي، كالسيارة وعلبة
السّجائر والسّلاح وكلّ الإكسسوارات الأخرى، أو أن توفر بكاء وهلع طفلٍ حينما تترك السّماء وشأنها وتحتفظ بطلقاتك للأعداء.
بناءً على ما سبق، أظنّ أن ما تعانيه المنطقة من إشكالاتٍ واستباحةٍ سببُه “معايير الرّجولة” في المجتمع، ولا لومَ على شبابنا؛ لأنهم- ببساطة- يسعون إلى تحقيق الرّجولة من خلال اتباع تلك المعايير.
فعندما تتغيّر تلك المعايير سوف تنتج نوعًا آخرَ من “الرجال”. إذًا المشكلة مشكلة “معايير”..! كفانا علاجًا للنتائج. حان الوقت لنعالج “المعايير”..!.
المصدر:إيهاب شاهين – خاصّ الأفضل نيوز