انتهى اللعب وسيبدأ الجد… رئيس للجمهورية في غضون أسابيع؟

صدى وادي التيم – لبنانيات /

هناك قول مأثور بالعامية: “عند تغيير الدول إحفظ رأسك”…
لطالما أسفرت تطورات كبيرة، ومحطات كثيرة، وحروب عالمية، عن نتائج تُظهر صحة أو جوهر هذه المقولة المتواضعة، في العالم ومنطقة الشرق الأدنى وضمنها لبنان، ومن التسويات على سبيل المثال، ما نتج عن اتفاق سايكس- بيكو، وعن قيام اسرائيل وعن كامب دايفيد وعن حروب الخليج، وعن اتفاق مدريد ووو…

فإذا كان المرشح الرئاسي البارز رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، نبّه من بكركي الثلاثاء، الى التطورات المقبلة وربما الداهمة في المنطقة، ناصحا بالتفكير وبالتصرف عكس ما فعله اللبنانيون، وتحديدا المسيحيون، او القوى المسيحية عام ١٩٨٩، فإن سرعة المجريات الظاهرة في الشرق الأوسط والأدنى، بعد العاشر من آذار- تاريخ توقيع الاتفاق السعودي الايراني في بكين برعاية الصين، من المفترض أن تحفّز اللبنانيين خصوصا المسيحيين، التفكير معا والتفتيش معا عن طريقة او طرق، لمقاربة الأوضاع المستجدة، حتى لا تأتي التطورات الاقليمية على حسابهم، كمكوّن أساسي من مكونات لبنان الوطن، واذا صح التعبير، كأولياء استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، تفتقده كرسي قصر بعبدا منذ نهاية تشرين الأول الماضي… وفيما الأمور في لبنان حتى الآن، في تراجع قياسي ومستمر، معيشيا واقتصاديا ونقديا، وسياسيا، ولم يبق سوى حيوية الناس، والاستقرار الأمني الذي يحصنه، القطاع الأمني والعسكري في مقدمته الجيش اللبناني، بقيادة العماد جوزاف عون، وهو أيضا من الأسماء البارزة المطروحة لرئاسة الجمهورية (مع التأكيد أنه لم ولن ولا يطرح نفسه مرشحا)، وإذا كانت المشهدية في لبنان، تتأثر بشكل أو بآخر، بتطورات اليمن والعراق، والعلاقات السعودية الايرانية، وسوريا، وفلسطين، وسائر المشرق والمغرب، فإن كل ذلك، يصوّب البصيرة والبصر، في اتجاه وقائع دبلوماسية السعودية التي استضافت في اليومين الماضيين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حماس اسماعيل هنية، والأبرز انها قبل إيفاد وزير الخارجية فيصل بن فرحان الى دمشق، استقبلت نظيره السوري فيصل المقداد.

ولقد افادت معلومات، بعد لقاء بن فرحان الرئيس السوري بشار الأسد، عن سلة طلبات سعودية الى دمشق، لتأمين عودتها الى جامعة الدول العربية مع الاشارة الى ان القمة العربية المقبلة، محددة في التاسع عشر من أيار في الرياض، وبين المطالب السعودية: فتح الباب السوري الفعلي لعودة النازحين السوريين الى سوريا، وتأمين وصول المساعدات الانسانية العربية والدولية الى كل المناطق في الداخل السوري من دون أي استثناء، ونزع التأثيرات السلبية الايرانية ووجودها في سوريا، على موضوع عودتها الى الحضن العربي.
من هنا، وانطلاقا من هذه السردية المختصرة للصورة في المنطقة، وللحركة الدبلوماسية السعودية، فإذا سار اللبنانيون بالقول المأثور آنف الذكر، “لدى تغيير الدول احفظ رأسك”، من المنطقي، لا بل من الواجب، أن تظهر في مسار الاستحقاق الانتخابي الرئاسي اللبناني، وفي الاسابيع القليلة المقبلة، وليس في الاشهر المقبلة، نتائج تؤدي الى انتخاب رئيس للبنان، هو الرئيس المسيحي الوحيد في دول المنطقة.
في اي حال، الاتصالات مستمرة، والموفد القطري محمد عبد العزيز الخليفي، سيعود الى لبنان بعد عيد الفطر المبارك، في جولة ثانية على المسؤولين” والقيادات والأقطاب”، مع العلم ان قطر ممثلة في اللقاء الخماسي من اجل لبنان، والذي يضمها وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية ومصر… وفيما كانت الخارجية القطرية في الدوحة تعلق على ما يخص لبنان بالقول: أن ليس لقطر أجندة معينة بما يتعلق بلبنان، سوى تحقيق الازدهار والاستقرار فيه، كانت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، تجدد حراكها، وتلتقي امس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي كان قد استقبل الأول من أمس، سليمان فرنجية.. ثم انتقلت شيا من بكركي الى الاشرفية حيث التقت المطران الياس عودة.

ما بعد عطلة عيد الفطر، ينتهي اللعب وسيبدأ الجد، انما من غير المعروف، اذا كان اللبنانيون أو بالأحرى المعنيون، سيقاربون أولا الانتخاب الرئاسي، بتبصّر، أم أن المجهول، أو مجاهل التغيرات السلبية آتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى