هل تمثل أحداث الأقصى محاكاة لحرب شاملة في المنطقة؟!

 

صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي/

في خطوة شكَّلت صدمة وإرباكاً كبيرَيْن للأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، انتهت جولة التصعيد الأخيرة التي أعقبت

 عملية إطلاقعشرات الصواريخ تجاه منطقة الجليل شمال فلسطين المحتلة والتي انطلقت شرارتها في أعقاب اعتداء القوات

الإسرائيلية بوحشية علىالمعتكفين في المسجد الأقصى فجر يوم الخامس من نيسان 2023.

وقد اتسع نطاق المواجهة، حيث أُطلقت صواريخ من غزة ومن لبنان، واتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراءها وقامت

بقصف أهداف فيغزة، ثم أطلقت 3 صواريخ أخرى هذه المرة من سوريا، تحديدًا في ليل 8 نيسان، وأعلن ما أطلق على نفسه

 إسم فصيل “لواء القدس” مسؤوليته عنها، لتقوم إسرائيل بالمقابل بقصف عدة مواقع في سوريا.

مما لا شك فيه أن استمرار إسرائيل في اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين، والتدخل في شؤونه بفرض شروط للوصول

 إليه أوالاعتكاف والتعبد فيه، خصوصًا في شهر رمضان، وهو ما تكرر في الأعوام الأخيرة، هو أحد أهم أسباب اتساع رقعة

المواجهات لتشملالشعب الفلسطيني في كل الساحات، بدءًا من غزة مرورًا بالضفة وبالقدس وصولاً إلى الداخل الإسرائيلي.

بالعودة إلى الذاكرة، شكّل الاعتداء على الأقصى أحد أهم أسباب الهبَّة الفلسطينية الشاملة في كل الساحات في العام 2021، وأطلقت فيسياقها ثلاثة صواريخ أيضًا من جنوب لبنان، ولم يعلن أحد مسؤوليته عنها. أما في المواجهة الحالية فقد زاد

عدد الصواريخ عن ثلاثين،وأعلنت إسرائيل عن اعتقادها أنها من تدبير حماس وبمعرفة حزب الله، وأن الدولة اللبنانية تتحمل

مسؤولية ما يجري على أراضيها.

تأتي هذه المواجهة في ظل حدثَيْن سياسيَيْن اثنين شهدتهما الساحة السياسية الاقليمية:

– الاتفاق السعودي-الإيراني برعاية الصين.

– تسارع الحركة السياسية العربية باتجاه دمشق والعمل على إعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

ويحصل ذلك كله في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بين إسرائيل وإيران على خلفية الوجود الإيراني في سوريا، والملف النووي الإيراني الذيتحذر منه إسرائيل في كل المحافل الدولية، وتعتبره خطرًا يهدد وجودها، بالإضافة إلى عودة حماس بوضوح إلى ما

يسمى “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، وفي سياق سعي القوى الفلسطينية، خصوصًا في غزة لتعزيز المقاومة تحت

 عنوان “وحدة الساحات”، كما أن عمليةالسلام كما حددها اتفاق أوسلو أو مدريد أو حتى “واي ريفر بلانتايشن” قد وصلت

إلى طريق مسدود.

كذلك كشفت المواجهة الأخيرة أن هناك محورًا قد اتضحت معالمه إلى حدّ بعيد، وهو محور إيران وحزب الله مع القوى الفلسطينية في مواجهةإسرائيل. فيما يقوم في أساسه بالتحضير لسيناريو حرب شاملة مقبلة، بغض النظر عن ظروفها وموعدها.

وقد يطلق استهداف إيران أومشروعها النووي إحدى جولات هذه الحرب.

إذن تأتي هذه الإستراتيجية من “محور المقاومة” في مواجهة الإستراتيجية الإسرائيلية، المعروفة بـ”الحملات بين الحروب” التي تستهدفالوجود الإيراني في سوريا ومنعه من الاستقرار. كما تأتي في مواجهة الجهود المكثفة التي تبذلها إسرائيل لحثّ

 الولايات المتحدة على رسمخط أحمر أمام المشروع النووي الإيراني ووضع الخيار العسكري ضده على الطاولة، خصوصًا أن

 إسرائيل هددت وتوعّدت، في أكثر منمناسبة، باستهدافه بنفسها دون مشاركة أميركية إن تطلب الأمر.

في المحصلة، يبدو أن المواجهة الأخيرة، وخصوصًا في جزئها اللبناني، رغم حرص حزب الله على إخلاء مسؤوليته عنها، ستكون نموذجًالمعارك قد تتكرر بمشاركة أوسع من أطراف “محور المقاومة”، ذلك أن السبب الرئيسي لهذه المواجهة هو الاعتداء

على المسجد الأقصى بمايمثله من رمزية ومكانة لدى عموم العرب والمسلمين، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.

 وقد يندرج هذا النوع من المواجهات في سياقتهديد وردع إسرائيل عن شنّ حرب واسعة ضدَّ إيران أو محورها، لأنها ستقابَل

آنذاك بحرب أخرى شاملة ستطال أرجاء المنطقة.

هادي بو شعيا – خاصّ الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى