كيف نجح مُطلقو الصواريخ في بلوغ أهدافهم؟
فيما يراوح المشهد الرئاسي مكانه، في ظل تمترس الاطراف الداخلية خلف مواقفها نفسها، يبدو ان اي خرق جدي بات ينتظر اكتمال مبادرة ما من الخارج، في ظل عجز الثنائي الشيعي عن اقناع معارضيه بالتصويت لمرشحه من جهة، وعدم تحقيق خلوة بيت عنيا الروحية اي تبدّل في مقاربة المسيحيين للاستحقاق، عادت الصواريخ المجهولة والمعلومة الهوية والهدف الى واجهة المشهد، في لحظة دقيقة يمر بها لبنان والمنطقة، على وقع التوتر المتصاعد بعد اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى في القدس، وفيما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في بيروت.
مصادر متابعة اشارت الى ان لبنان كان قد تبلغ من مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربرا ليف خلال زيارتها الاخيرة الى لبنان، عن وجود ضمانات اسرائيلية بعدم حصول اي اعتداءات على لبنان، رغم ان الاوضاع يومذاك على الساحة الجنوبية كانت متوترة بدرجة كبيرة، حيث شهدت انتشارا خفيا لعناصر حزب الله، تزامنا مع عملية امنية اسرائيلية استهدفت احد مواقع الحزب، لم تعرف طبيعتها او هدفها حتى اليوم.
وتابعت المصادر بان ما حصل بالامس ، واضح انه في اطار الرد على ما يحصل داخل الاراضي الفلسطينية، لذلك فان ارجح الظن هو ان تكون الجهة الفاعلة فلسطينية، رغم ان الدلائل الاولى وفقا لاوساط عليمة تشير الى حركة حماس، التي بدأ رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية زيارة الى لبنان .
واشارت الى ان ما حصل يضع الدولة اللبنانية بكل اجهزتها في موقف حرج، خصوصا ان عدد الصواريخ الذي اطلق يشير الى ان العملية نوعية، واحتاجت الى تنسيق على درجة عالية من الدقة، لجهة نقل الصواريخ وتجهيزها واطلاقها، واختيار ساعات النهار وليس الليل.
وابدت المصادر اعتقادها بان الحزب غير معني، فهو يحسبها استراتيجيا صح، ولذلك لن يقع في محظور تقديم خدمة مجانية لـ «تل ابيب» لنقل ازمتها الداخلية، التي اثارها مشروع التعديلات القضائية الى الخارج.
المصادر التي شاركت في جانب من اتصالات التهدئة ، كشفت ان تواصلا حصل على صعيد القيادات العليا في الدولة من سياسية وعسكرية بهدف ضبط الوضع جنوبا، وعدم السماح باي خرق لموجبات القرار 1701 او محاولات حشر الدولة اللبنانية، وسط ابلاغ القيادة الدولية بان لبنان ملتزم بواجباته في هذا الخصوص.
وابدت المصادر خوفها وخشيتها، من هشاشة الوضع لجهة امكان احداث خرق في جدار الامن على الجانب اللبناني، مع نجاح مجموعات في ادخال كميات من الصواريخ واستخدامها، بما يعرض مصالح لبنان للخطر، خصوصا في ظل الاوضاع الراهنة ووجود اكثر من طابور خامس.
وختمت المصادر بالاعتقاد بان «تل ابيب» لا ترغب بالتصعيد على الجبهة الشمالية، وليست في صدد فتح حرب مع لبنان، من هنا فان الرد سيقتصر على عملية عسكرية موضعية محصورة بقصف مدفعي للمناطق التي اطلقت منها الصواريخ، خصوصا ان الصواريخ التي تطلق بين الحين والآخر تصيب مناطق «خالية» ولا تؤدي الى ايقاع اصابات.
فهل تقف المسألة عند قصف وقصف مضاد؟ ام في الامر ما هو اكبر واخطر؟ وهل ينجح اليمين المتطرف في جر الحكومة الاسرائيلية الى حرب لا تعرف نتائجها؟ والاهم كيف وصل من اطلق الصواريخ الى هذه النقاط خارقا كل الاجراءات؟ الامور رهن باوضاعها، والساعات المقبلة ستكون حاسمة لجهة مسار التطورات وحدودها.
المصدر:الديار