اللبنانيون أمام كارثة: “لا إنترنت” يوم غد.. السنترالات ستتوقف!
صدى وادي التيم – لبنانيات/
ها هو إضراب موظفي “أوجيرو” المفتوح يدخل يومه الرابع، في الوقت الذي تعاني فيه بعض المناطق اللبنانية من ضعف الشبكة، فيما شهدت مناطق أخرى توقّفاً كاملاً للخدمة.
في هذا السياق علم “هنا لبنان” أنّ “10 سنترالات توقفت عن العمل حتّى الآن من بينها سنترال الحازمية، وسنترال الحمرا، وسنترال راس بيروت الذي يمدّ جزءاً من International gateway، أي البوابة التي تسمح للاتصالات الدولية بما فيها الإنترنت الدخول والخروج من وإلى لبنان”.
وعطفاً على الإضراب، يمتنع موظفو “أوجيرو” عن الحضور إلى مراكز العمل معلّقين جميع الأعمال، بسبب تجاهل المعنييّن لمطالبهم بتعديل الرواتب أسوة بباقي موظفي القطاع العام.
إلى ذلك تحذّر مصادر مطّلعة على أزمة الإنترنت في حديث لموقع “هنا لبنان”، من “احتماليّة توقّف عمل معظم شبكات “أوجيرو” يوم غد الثلاثاء، ما يعني دخول معظم مناطق لبنان في عزلة تامّة عن محيطها”.
وتنصح المصادر اللبنانيين “بتعبئة خطوطهم وتشريجها بخدمات الإنترنت المقدّمة من شركتي “ألفا” و “تاتش”.
يشار إلى أنّ مناطق صيدا وبيروت وبعض مناطق جبل لبنان قد بدأت تشكو من ضعف وانقطاع خدمة الإنترنت.
وزير الاتصالات: الأزمة لدى وزارة المال
وكان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم قد أوضح في حديث سابق لـ “هنا لبنان” أنّ “أزمة رواتب موظفي “أوجيرو” عالقة لدى وزارة المال، حيث أصدر مجلس الوزراء قرارًا بتأمين سلفة خزينة، لإعطاء موظفي أوجيرو مساعدات إجتماعيّة تصل قيمتها إلى 469 مليار على غرار موظفي ألفا وتاتش، تسديداً لأجور ورواتب النصف الأوّل من العام 2023، ويحمل رقم 6 وصدر بتاريخ 27 -2- 2022 ،إلاّ أنّ هذا القرار لم ينفّذ حتى الآن”.
وتحرّك القرم فورًا لتدارك الأعطال، وعاين ميدانياً السنترالات المتوقفة وأشرف بشكل مباشر على عملية تعبئة الزيت والمازوت وإصلاح المولدات وتأمين كافة المستلزمات للعديد من السنترالات. وأعطى تعليمات بمعالجة الأعطال فورًا وتواصل مع شركتي “ألفا”و”تاتش” وطلب أن تقوما بتعبئة المازوت وإجراء عمليات الصيانة للمولدات التابعة لأوجيرو، كي لا يكون انطفاء هذه المولدات سببًا لتوقّف خدمة الخليوي عن اللبنانيين.
وشدّد على أنّه كان يسعى بكافة الطرق المتاحة لتأمين حقوق الموظفين، إلا أنه ليس بصدد حرمان 5 مليون لبناني من خدمة الإنترنت وترك القطاع يندثر، معلّقاً: “إذا كان الموظفون يبدون حرصهم على القطاع، فلا بد من إعادة النظر بقرار الإضراب الذي تم اتخاذه”.
إلاّ أنّ نقابة هيئة عمّال “أوجيرو” اعتبرت أنّ “تصرفات القرم غير قانونية كونه وزير وصاية على الهيئة، موضحةً أن “ليس من صلاحياته إصدار أوامر لموظفيها فهي مؤسسة عامة تخضع لسلطة الرقابة المؤخرة لديوان المحاسبة ولديها استقلالية مالية وإدارية”، ورأت أنّ “القرم يتجاوز الإجراءات القانونية والإدارية المعمول بها عبر الإتصال مباشرة بموظفي الهيئة والطلب إليهم فتح السنترالات التي تتوقف بسبب نفاذ المازوت على أن تقوم شركتي تاتش وألفا بتغذية السنترالات”.
وأعلنت النقابة في بيانها، أنها “لن تتنازل عن حقوق العاملين، ولن ترضخ لأيّ من الضغوط”.
وفي تعليق على هذا الموقف، رأى القرم أنّه “إذا كان الموظفون يعتبرون أنّه ليس من حقّي التّدخل بعملهم، أو إملاء الأوامر عليهم، فإنّه بات توازيًا من غير المجدي أن أتدخل لحل مشاكلهم، وتحقيق مطالبهم وحقوقهم، طالما لا يريدون أي تدخل من وزير الوصاية”.
وأكّد أنّه سيطالب بإنزال أشد العقوبات على الموظفين الذين يتعمدون توقيف المرفق العام وذلك ضمن القوانين المرعية الإجراء.
“أوجيرو”: الإضراب مستمرّ
من جهته أكّد مدير عام هيئة أوجيرو عماد كريدية لـ “هنا لبنان”، أنّ “هيئة أوجيرو في إضراب مفتوح، وبالتالي ما يحصل متوقّع، فعندما يتوقّف الموظّفون عن القيام بعملهم سينتج عن هذا القرار أعطال. خصوصاً وأنّ شركة كهرباء لبنان عاجزة عن تأمين الطاقة للسنترالات، ولا سيولة لتأمين المازوت للمولّدات”.
وعن جهود القرم، علّق: “مشكور الوزير، غير أنّ هذه المساعي لن تلبّي حاجة جميع المراكز المنتشرة على طول الأراضي اللبنانيّة، فلأوجيرو أكثر من 400 مركز”.
وعمّا تمّ تداوله عن لسان نقابة موظفي أوجيرو، ورفض تدخل الوزير، أكّد بأنّ هذا الكلام غير دقيق، مضيفاً: “الكلام لم يصدر عن لسان أيّ عضو من أعضاء النقابة ولا ممثلينها، وأنا شخصياً قمت بمراجعة جميع المقابلات المسجّلة، ولم أسمع أيًّا من هذا الحديث، وكلّ ما يتمّ نشره في هذا المجال غير صحيح. نحن والقرم نتعاون منذ أكثر من سنتين لإيجاد حلول لمشاكل أوجيرو”.
وشدّد كريديه على “أحقيّة مطالب الموظفين، بالحصول على رواتبهم معدّلة أسوة بباقي موظفي الدولة”، سائلاً: “كيف نطلب منهم الحضور إلى العمل وهم لم يتقاضوا رواتبهم لأكثر من 3 أشهر؟ الموظفون اليوم عاجزون حتى عن تأمين كلفة بدل النقل للوصول إلى العمل نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات”.
واعتبر كريديه أنّ ما تتحمّله “أوجيرو” من اتهامات ليس مقبولاً، موضحاً: “لسنا نحن من نشرّع أو نغلق السوق ونفتحها. المسألة عند مجلس النوّاب والحكومة، أما مسألة الإنترنت فستحلّ عندما ننتهي من الفوضى في هذا البلد”.
مصادر مصرف لبنان: العمل يسير بشكل طبيعي
من جهتها، علّقت مصادر مصرف لبنان لـ” هنا لبنان”، على الأخبار التي انتشرت حول تأثّر خطوط الإنترنت الخاصّة بالمصرف بإضراب أوجيرو.
وأكّدت المصادر أنّ “العمل يسير بشكل طبيعي داخل المصرف المركزي وما من أعطال تكنولوجية تهدّده”.
الخسائر بملايين الدولارات
إلى ذلك، يوضح خبير التحوّل الرقمي رامز القرا لـ “هنا لبنان”أنّ “لأزمة الإنترنت مخاطر عدّة على عمل جميع الشركات في لبنان، فهناك العديد من الشركات التي لا تزال الداتا سنتر الخاصة بها في لبنان، وبالتالي انقطاع الإنترنت سيؤدي إلى انقطاع خدمات هذه الشركات خصوصاً إذا ما كانت تتواصل مع مؤسسات خارج لبنان، وبالتالي ستتوقف عملياتها كاملة لصعوبة العمل بغياب الإنترنت”، مضيفاً: “وسيتضرّر بالتالي عمل الموظفين الذين يعملون من منازلهم مع شركات أجنبيّة، فانقطاع خدمة الإنترنت سيكبّدهم تكاليف أكبر حيث سيضطرّون إلى الاشتراك في باقات “تاتش” و”ألفا” وغيرها، وانقطاع الإنترنت سيؤدّي أيضاً إلى تأخيرهم عن تسليم العمل وحتى خسارتهم للعديد من فرص العمل”.
ويوضح القرا أنّه “مع توقّف “أوجيرو” سيصبح هناك ضغط كبير على شركتي “ألفا”و”تاتش”، ما سيؤدّي إلى المزيد من المشاكل والأعطال”، لافتاً إلى أنّ “هناك الكثير من الشركات والمحلات التجاريّة التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي والـ “أونلاين” في تسويق عملها، وانقطاع الإنترنت سيؤدّي إلى تعليق العمل على هذه المنصّات، وإذا طالت الأزمة قد يضطر هؤلاء إلى إقفال عملهم حيث أنّهم سيخسرون العديد من المتابعين والزبائن”.
ويتوقف القرا عند “خسائر بملايين الدولارات ستتكبّدها الشركات الخاصّة والمؤسسات الإعلاميّة ومراكز الأبحاث، خصوصًا وأنّه لا بديل في هذا العصر عن اقتصاد المعرفة، ولا بديل عن خدمة الإنترنت في لبنان، وهذه الخسائر ستطال قطاع السياحة في لبنان، وخصوصاً الفنادق التي تعتمد على منصات أونلاين للحجز”.
باولا عطيّة “هنا لبنان”