ماذا بقي من الذكرى بعد مرور 18 عاماً؟
عام بعد عام، تهاوت وتفكّكت حركة “14 آذار”، وافترقت مكوّناتها وغابت ثوابتها، ومعها الشعارات التي رفعها أكثر مليون لبناني، خرجوا إلى الشارع في تحدٍّ ميداني بوجه الوصاية السورية، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. واليوم، وبعد مرور 18 عاماً على انطلاقة “ثورة الأرز” التاريخية، عادت بعض مكوّناتها إلى مربّعاتها الطائفية وتفكّكت، لكن شعلة 14 آذار، لم تنطفىء.
وفي الذكرى التي تصادف اليوم، أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حماده، لـ “ليبانون ديبايت”، أن الرابع عشر من آذار “يعانق السادس عشر من آذار، إذ يصادف على بُعد يومين من ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط، حيث دخل عهد الوصاية على دم الشهيد المعلم، وخرج على دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن خلال هذا المشهد الوطني الجامع في ساحة الشهداء”.
وعن حركة الرابع عشر من آذار، لاحظ النائب حماده، أن “لقاء سيدة الجبل” لا يعني العودة إلى هذه “الصيغة التي كانت قائمة، وحيث نعتزّ بها ونفتخر ما حيينا، ولكن ثمة ظروف وتحوّلات ومتغيّرات تقتضي التعاطي مع المرحلة الراهنة، دون التخلّي عن ثوابت ومسلّمات إنتفاضة الإستقلال، ونحن من يلتزم بها، ولم يغير أو يبدّل تبديلا”.
وحيّى النائب حماده، أول شهيد لقوى 14 آذار غازي أبو كروم، وكل الشهداء، والشهداء الأحياء والجرحى، وسائر القوى السياسية والحزبية، وكل من شارك في هذه الإنتفاضة.
وأضاف حماده قائلاً: “إننا، وخلال اللقاء الجامع والحاشد لسيدة الجبل، تذكّرنا وحيّينا الصديق الدكتور فارس سعيد، الذي قام بدور كبير مع الصديق الراحل سمير فرنجية، فكانا من الذين انطلقوا في بدايات تلك الحقبة، من قرنة شهوان، لتتوسّع هذه الإنتفاضة إلى البريستول ومصالحة الجبل في المختارة، والتي رعاها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، والزعيم الوطني وليد جنبلاط”.
وعلى هذا الصعيد، أشاد حماده، بكل ما قام به أبناء الجبل من خلال دورهم ومشاركتهم الفاعلة إلى جانب كل أبطال هذه الإنتفاضة، على “أمل أن يخرج لبنان من أزماته وكبواته، وأن يعيش أبناءه الطيبين بكرامة، في ظل هذه الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة”.