قائد الجيش.. ماذا لو؟
صدى وادي التيم – لبنانيات/
الآن، الكلّ ينتظر على الرصيف ما سيغدو موقف “الحزب” وبعض القوى الأخرى، من إعلان ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. هناك على الضفة أيضاً، تنتظر مجموعة من النواب السنّة، ليس موقف الحزب، وإنما إعلان فرنجية لهذا الترشيح.
نظرياً، يُقال إن الأصوات الـ 65 تأمّنت في المبدأ لفرنجية! عبارةٌ لا تجد من يؤكدها أو يؤيدها، إنما ما ينقضها. وإذا تمّ تأمين الرقم، لماذا ينتظر فرنجية سماع موقفٍ واضح من مسألة إعلان الترشيح رسمياً؟ ولماذا يؤخّر فرنجية إلى الآن ترشيحه؟ ولماذا يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلّ ما لديه من قوة وعلاقات، لضمان أصوات رفيقه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والأصوات السنّة المحفوظة لدى رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري؟
عملياً، يُتوقع أن يُعلن فرنجية عن ترشّحه فور استكمال بعض الإجراءات، وهذا متوقع خلال الشهر المقبل على أقلّ تقدير. بعدها، من المفترض أن تدوم صلاحية ترشيح فرنجية 90 يوماً على الأكثر، أي لغاية أيار/حزيران المقبلين وقبل دخول البلاد في قطوع حاكمية مصرف لبنان وانتهاء ولاية حاكم المركزي رياض سلامة. فإذا لم ينجح في العبور إلى مجلس النواب بأرقامٍ مرجّحة تجعل منه رئيساً في بعبدا، سيتهاوى ترشيحه، وبالتالي سندخل زمن مرشّحي موظفي الفئة الأولى، وأقواهم حالياً، قائد الجيش العماد جوزيف عون. هنا، يقول قائل إن انتظار فرنجية إعلان ترشيحه، لا يُفسّر إلاّ من قبيل ترقّب الرجل تأمين الحواصل لجعله رئيساً ضمن مهلة شهرٍ بعد ترشيحه على أبعد تقدير.
هنا، وفي حال فشل وصول فرنجية، أو تيقّن الثنائي الشيعي من صعوبة وصوله، كيف ستسير الأمور؟
يُقال داخل الصالونات المغلقة، إن قائد الجيش خيارٌ مطروح. الأخير يتصرف بهدوء. أخيراً، نُقلت عنه مواقف “مهمة” حيال “الحزب”، تولّى وسطاء نقلها إلى قيادة الحزب بتجرّد. ما يريده الحزب من قائد الجيش، بعض المسائل الهامة، أولّها عدم انقلابه عليه أو على مبدأ المقاومة، حفظ الم ق او م ة وعدم جعل موقف رئاسة الجمهورية ممرّاً للتآمر على المقاومة… هل في مقدور قائد الجيش تأمينها؟
بصرف النظر عن كلّ ما تقدم، تُعتبر علاقة قائد الجيش بـ “الحزب” متقدمة. أخيراً لم يأتِ ذكر عون على ألسنة نواب الحزب إلاّ بالخير. في المجالس الداخلية، التحفظات على القائد معروفة، وتخرقها بين الفينة والأخرى، إشادات به حين كان قائداً عسكرياً في قطاعات الجنوب المختلفة. مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق الحاج وف ي ق ص فا، دائم الحركة على خطّ اليرزة – حارة حريك، وآخر مرة شوهد في مكتب القائد، كان منذ أسبوع تقريباً على كتابة هذا المقال.
إذاً العلاقة موجودة بين القائد والحزب، والذي يخرّبها أو يعمل على تخريبها أو يشيّع تخريبها، هو رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وشريكه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي يتولّى تحريض وزير الدفاع الحالي موريس سليم، كما سبق أن حرّض غيره. الحزب يعلم بالتفاصيل، وجوزيف عون لا تخفى عنه. في مجالسه لا يتوجّه إلى أي خصمٍ له بسوء، لا سياسي ولا إعلامي. يحدد هدفه جيداً ويذكره. كلّ ما يتعرّض له من حملات سواء إعلامية أو سياسية، أو ما تشهده وزارة الدفاع حالياً، يقف خلفه جبران باسيل. أبلغ هذا الموقف إلى الحزب، والأخير بات في الصورة بالأدلة الدقيقة.
هل تقترب لحظة عون الرئاسية؟ ربما.
لا يحتاج الأمر إلاّ لكلمة من الحزب.
هل سيسمعها عون؟
فلننظر إلى اليمن!