“نكّت عليها تنجلي”… هكذا يواجه اللبنانيون خوفهم من الهزات !
صدى وادي التيم-لبنانيات/
قد تكون هذه المرة الأولى التي يشعر فيها المواطنون اللبنانيون بهذا الكم الكبير من الهلع والخوف، فعلى الرغم من مصائبهم الكثيرة والمتعددة التي ظهرت مع الأزمة الاقتصادية الأخيرة، ما ادى الى تبديل نمط حياتهم والى دخولهم في مرحلة واضحة المعالم من اللااسستقرار فرضت عليهم نوعا من القلق رافق يومياتهم ومختلف تحركاتهم، وعلى الرغم ايضا من مواجهتهم بشكل مباشر وبامكانات شبه معدومة، وباء “كورونا” العالميّ الذي جعلهم يلازمون منازلهم ويبتعدون عن بعضهم البعض متمسكين بكماماتهم ومعقماتهم وبنظرية “التباعد الاجتماعي”،
وعلى الرغم من ان اللبنانيين عاشوا منذ فترة ليست بطويلة ظروفاً مأساوية فرضتها الحرب التي دارت بينهم ومن ثم الانتهاكات المتتالية للعدو الاسرائيلي للبنان التي كان آخرها في العام 2006 اي خلال “حرب تموز”، وعلى الرغم من انهم عاشوا فترة طويلة من الاغتيالات بدأت مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمرت لتحصد مجموعة من اهل السياسة والفكر والاعلام،
على الرغم من كل هذا، لم يعش اللبنانيون الخوف كما يعيشونه اليوم، فالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط الجاري والذي وصلت تردداته الى لبنان، ترك في نفوسهم الف علامة سؤال حول وجودهم وامكان استمرارهم في الحياة.
وفي هذا الاطار، يشير مراقبون الى ان المواطنين اللبنانين ومنذ حادثة الأسبوع الاول من شباط، تماهوا بشكل كبير مع كارثة تركيا وسوريا، اي انهم وضعوا انفسهم في مكانة المصابين والضحايا واهاليهم عن قصد اوغير قصد، وهذا ما ساهمت في حدوثه بشكل كبير وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت المعاناة من تحت الركام بأشد وأبشع تفاصيلها.
وانطلاقا من هنا، كما بناء على اعتياد المواطن اللبناني على الأزمات وعلى وضع نفسه في موضع تلقي الضربات الطبيعية وغير الطبيعية بشكل متتالي، أصبح الشعور بالخفوف الشديد طبيعياً ومبرراً لدى اللبنانيين لاسيما انه امام الكوارث الطبيعية يجد الانسان نفسه مجردا من كل قواه وقدراته.
لذلك، بدت رد فعل اللبنانيين امام الهزة التي ضربت لبنان مساء الامس مضاعفة وكبيرة، اذ انهم تحركوا وفقا للمشاعر والصور التي اكتسبوها خلال الفترة الفاصلة بين الزلزال الأول (6 شباط) و الثاني ( 20 شباط).
لكن وعلى الرغم من هذا الهلع، استمرت روح النكتة والفرح عند المواطنين الذين لم يجدوا سبيلا لمواجهة الكم الكبير من القلق الذي يعيشونه سوى اللجوء الى طرح النكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فمنهم من قال ان ” مرحلة الديناصورات” أصبحت وشيكة، ومنهم من اعتبر ان “ما حصل هو هزة تجريبية انطلقت مع بداية الصوم عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي وستنتظرنا هزة أكبر مع بداية الصوم عند الشرقيين”.
وتناقل آخرون صورا لجموعة من الناس هربوا من منازلها بصورة عفوية وقاموا بالتعليق عليها بشكل سلسل ومهضوم، لكن البعض الاخر تناقل صورا وقام بالتعليق عليها بنوع من السخرية عن قصد او غير قصد، ما جعل الحديث متاحا عن “التنمّر” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما حصل مع الرجل الذي ترك منزله مرتديا معطف النوم الخاص بزوجته.
المصدر:لبنان 24