آخر “مندلون” في النبطية

صدى وادي التيم – متفرقات/

“مندلون آل بيطار” شاهد على حقبة ذهبيّة من تراث المدينة المعماريّ الذي انطلق منذ مطلع القرن العشرين، يتقوّض اليوم وسط الخراب والنباتات الفتّاكة…
“مندلون” كلمة سريانيّة وتعني نافذة زجاجيّة موجودة في أعلى الباب لإنارة الغرفة.
يُصنّف المندلون من فنّ العمارة التقليديّة والتراثيّة، وهو يتكوّن عادة من نافذتين معقودتين، تلتصق به من الدّاخل مصطبة تعلو عن أرض الغرفة، معَـدَّة للجلوس. ومن الخارج يتألّف من نافذة صخريّة، من جزئين: مقوّسة من أعلاها، ومغلقة بحجارة صخريّة مقطّعة؛ مستطيلة من أسفلها. ينقسم المربّع السّفلي إلى نافذتين، تعلو كلّ واحدة منها أقواس ثلاثة معقودة، تلتقيان في الوسط على عمود طولي متوّج منحوت، هو من حجر صخريّ، وتتّكئان من الجانبين على حجارة متراكمة بشكل عامودي.
تتألّف الأقواس الصغيرة عادة، من ثلاثة أحجار مقطّعة مستطيلة، تكمّل بعضها البعض ويشكّل حجر الوسط نصفها من الجهتين، تتوسّطه زهرة أو نجمة أو أي شكل من أشكال هندسيّة منحوتة، وهو الذي يتّكئ على عمود الوسط.
وقد صُنّف المندلون من فنّ العمارة الإسلاميّة، وشاع بناؤه في لبنان أيّام حكم الأمير فخر الدين المعنيّ الثانيّ، وتشتهر بنماذجه الخلاّبة، بلدة دير القمر (الشوف) المعروفة تاريخياً بعاصمة الشهابيّين، ولمّا يزل في النبطية نموذج معروف من هذا الفنّ الهندسيّ المعماريّ الجميل.

كامل جابر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى