المنطقة ستنقلب رأسا على العقب… سوريا الى الحضن العربي مجددا وصراع اميركي – اسرائيلي في المنطقة؟!
صدى وادي التيم-أمن وقضاء/
شهدت سوريا عقب الزلزال المدمر الذي ضربها واوقع عشرات آلاف القتلى والجرحى وشرّد الملايين، حملة تضامن ومساعدات دولية واسعة من دول عديدة، البعض منها كان على قطيعة بالدولة السورية جرّاء الحرب الدامية وما رافقها من خلافات وانقسامات على الساحتين الدولية والاقليمية.
ولعلّ زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لدمشق يوم امس، ولقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد، بالاضافة الى المعلومات التي تحدثت عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي الى دمشق في الأيام القليلة القادمة، ما هو الاّ تأكيد على تحول ما قد يطرأ على العلاقات السورية – العربية.
فهل تكون حملة المساعدات والتضامن مقدمة لاعادة ترتيب العلاقات بين سوريا ودول الجوار العربي؟ وما مصير العقوبات الاميركية على دمشق بعد استثناء المساعدات الانسانية منها لمدة ستة اشهر؟
الخبير السياسي في الشؤون الدولية الدكتور هادي دلّول، اعتبر في حديث لموقع vdlnews، أن هناك فرصة جيّدة لاعادة ترتيب العلاقة بين الدول العربية وسوريا، والخطوة التي حصلت كانت ايجابية، ومن الطبيعي ان يحصل اختلاف في الآراء السياسية، الا ان الخطأ هو السماح للاسرائيليين والاميركيين أن يعملوا على قاعدة فرّق تسد.
وعن المعلومات التي تحدّثت عن ان النظام السوري اغلق المعابر الحدودية مع الدول المجاورة كوسيلة للضغط، وللرد على العقوبات المفروضة عليه، رأى دلّول أن اغلاق المعابر حصل لتوفير نوع من الطمأنينة للشعب السوري وخوفا من موجة نزوح جديدة، مشددا على انه “لو تم فتح المعابر عقب الزلزال، لكنّا شهدنا موجة جديدة وكبيرة من النزوح الى خارج سوريا بسبب الخوف الهائل الذي ساد بعد وقوعه، ومأساة جديدة كانت ستحلّ على الشعب السوري”.
في 10 شباط، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا موقتا بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن، فهل يتحول رفع العقوبات من موقت الى دائم؟
الخبير الدولي، أشار الى أن روسيا والصين تعملان على هذا الأمر، لافتا الى أن “زيارة الرئيس الصيني الى طهران ناقشت العديد من المسائل وعلى رأسها الملف السوري”.
ولفت الى أن الزلزال حرّك مسألة اعادة الاعمار في سوريا والدور الذي ستلعبه الصين في هذا المجال، مشيرا الى انه اذا حصل هذا الامر فمن المرجح أن تزول العقوبات الاميركية عن الدولة السورية، باستثناء ارتباط الاقتصاد السوري بالدولار الاميركي”.
كتعبير عن التضامن الانساني مع سوريا، أعلن لبنان على لسان وزير الأشغال والنقل علي حمية في 8 شباط، فتح مطار بيروت ومرفأي بيروت وطرابلس لوصول الطائرات والسفن المحملة بالمساعدات القادمة إلى سوريا لإغاثة منكوبي الزلزال. الا أن هذا الاعلان لم يلقَ آذان صاغية وبقي دور لبنان كممر الى سوريا هامشيا.
دلّول اعتبر ان “كل من تقاعص عن عملية المساعدة هو مساهم في عملية تدمير الدول العربية وعملية تقسيم لبنان الذي تسعى اليه بعض الجهات اللبنانية”.
وعن امكانية عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، أكّد دلّول أن موقع سوريا في جامعة الدول العربية سيعود وكل من ساهم في اسقاطها سابقا سيعمل على اعادتها اليها.
واعتبر ان المنطقة ستنقلب رأسا على عقب في الفترة المقبلة، وسنشهد صداما اميركيا – اسرائيليا على البتروكيماويات في حال قرّرت الولايات المتحدة سحبها من دون العودة الى اسرائيل.
في الختام، ما مصير العلاقات السورية – الخليجية في المستقبل القريب؟ وهل تشهد المنطقة تطورات تقلب المشهد وتؤدي الى ظهور اخصام وحلفاء جدد كما هو المعتاد في السياسة؟