النَّحتُ على قشر البيض: ابنُ راشيا يصنعُ الإبداعَ رغم التحدّيات

 

صدى وادي التيم – اخبار وادي التيم /

في وطنٍ يتلاشى فيه الفرحُ والإبداع، ثمة من ينحتُ على قشر البيض المهمل فنّا جديدا، فكرةً أو صورةً أو حكاية، ومن يعيد ترتيب المشهد بحروف من نور، فلا عائق مهما اشتدت حدته، يمكن أن يطفئ شمعة الإبداع، بعد أن تتقد في تربة الموهبة التي قد تغيّر الكثير في حياة صاحبها، والرائي لها أو سامعها أو السامع عنها في آن. كلُّ هذا وأكثر يجسده ابن بلدة راشيا لؤي كاسب، الذي حوّل بأنامله المبدعة، قشرة البيض، من أمرٍ مهمل، لسحرٍ يذهلُ القلوب والعقول في آن.

يقول كاسب الذي ابتدأ فنّ النّحت على قشر البيض في عمر ال١٥ سنة، أنَّ الصعوبات رسمت طريقه منذ البداية،حيث أنَّ المجتمع لم يؤمن بهذه الموهبة في بداية الأمر، خصوصا أنَّ الفكرة جديدة من نوعها، ولكن بعد مجهود سنتين ونصف، نجحت المنحوتة الأولى الناجمة عن إرادة جبارة، ورغم كلِّ ما قيل منذ البداية، إلا أنَّ ذلك كان بمثابة الحافز، فالفنُّ الذي لم أسمع عنه، والذي بدأت فيه من الصّفر، حيث بدأت الرسم ثمَّ بداية النحت، فكنت أعاود تمييل الريشة من جديد، وردع أي محاولة فاشلة، وهذا يأتي معطوفًا على عدم وجود العُدّة اللازمة في هذا المجال، فالشّفرة والإبرة والمبرد، هي وقود عملي الذي ما زلتُ أتّكئُ عليه.

“لبنان” كانت المنحوتة الأولى التي سماها كاسب” منحوتة البداية، فالتّعلق بالوطن، بعدما غيَّبه السفر لمدة عشر سنوات في الغربة، كان السّبب المُحرّك في هذا الإطار، وبعد سنتين ونصف على العمل، كان الشُعور استثنائيًّا، واليوم ما يقفُ عائقًا هو غلاء الآلات الحديثة، ولكن الفنَّ أكبر من أي عائق وفق ابن بلدة راشيا الوادي، وعظمة الرسالة فوق كلِّ اعتبار. ونجاح الفنِّ بالتجدُّد، والقصة التي أعيشُها مع المنحوتة هي أشبه بعشق متجدّد، فالصعوبات كبيرة جدا التي تصنع أي منحوتة، وهذا ما لا يتوقعُهُ أيّ مراقب، والمنحوتة هي تجسيد للذات وأعماق النّفس.

المحترفُ الصّغير الذي زارهُ الأفضل نيوز، يحمل كمية من الحب والإحساس والشّغف والوقت، فكلّ منحوتة تحمل كمية من الحُبّ والإحساس والوقت، فلكلّ منحوتة بطاقة خاصّة بها، مع كلِّ تفاصيلها التي أنتجتها، وكأنّ لها هويّة خاصّة، وقد شارك كاسب بمعرض دوليٍّ في الهند، والطموح هو المشاركة في المعارض التي تحدث على الأراضي اللبنانيّة، وتجاوب الناس وتفاعلهم ،والسؤال عن المنحوتات بتفاصيلها، هو أمر حافزي بامتياز لكاسب في تطوير هذا الفنّ الجديد، الذي لم يكن الهدف منه هو تحقيق المكسب المالي، وإنما لا مشكلة في ذلك.

الفنّ أعظمُ الرسالات، ونشرُها هو المطلوب اليوم، وفق ما ينهي كاسب حديثه لموقعنا، ويمني ابن بلدة راشيا النفس أن نصلَ ليومٍ، يُؤخَذُ فيه الفنُّ على محمل الجدّ والعناية، لأنه سلاحٌ فتّاك في نهضة الأوطان والشُّعوب.

المصدر: زياد العسل_خاصّ الأفضل نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى